قالت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2021، إن فرنسا متهمة بسرقة خمسة ملايين جرعة لقاح لفيروس كوفيد-19 كانت متَّجهةً إلى المملكة المتحدة، وذلك بعد أن عمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رؤساء الاتحاد الأوروبي، في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، لتحويل الدفعة الكبيرة من جرعات أسترازينيكا إلى بلاده.
وفق المصدر نفسه، فإنه كان من المُتوقَّع وصول اللقاحات إلى المملكة المتحدة، ولكنها أُعيد توجيهها بدلاً من ذلك من هولندا في اللحظة الأخيرة، وفقاً لصحيفة The Sun البريطانية.
عرّض بريطانيا للخطر
فقد نقلت الصحيفة عن مصادر حكومية رفيعة المستوى قولها إن هذه الخطوة "الشائنة" كان من الممكن أن تكلِّف أرواحاً، لولا تمكّن المملكة المتحدة من طرح جرعات لقاح فايزر.
كما أعلن رود دوبر، الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا، في 22 مارس/آذار الماضي، أنه من المُتوقَّع وصول دفعة لقاح إلى بريطانيا من موقعها في منظمة هاليكس في هولندا، وهي منظمة تصنيع وتطوير عقود صيدلانية حيوية.
لكن أُفيدَ بأن اللقاحات لم تصل قط، بل توجَّهَت بدلاً من ذلك إلى مُخطَّط الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، أفادت صحيفة The Sun البريطانية، بأن فرنسا وجَّهَت تهديداً مستتراً لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأنها ستقطع إمدادات لقاح فايزر، الأمر الذي كان سيعرِّض طرح اللقاح في بريطانيا للخطر.
خلاف حاد
يُزعَم أن الواقعة أثارت خلافاً كبيراً بين جونسون ونظيره الفرنسي.
جاء ذلك في الوقت الذي كان فيه ماكرون ينتقد لقاح أسترازينيكا، مُدَّعياً أنه "يكاد يكون غير فعَّال"، وأخبَرَ المراسلين الصحفيين بأن اللقاح "لا يعمل بالطريقة التي توقَّعناها".
بدا أنه ينتقد استراتيجية طرح اللقاح في المملكة المتحدة، التي أدَّت آنذاك إلى إعطاء المواطنين جرعة أولى من اللقاح أكثر من أيِّ دولةٍ أوروبية أخرى.
من جانبه، كان الاتحاد الأوروبي يهدِّد في الوقت نفسه بفرض ضوابط تصدير على لقاحات كوفيد-19، بعد خلافٍ كبيرٍ مع أسترازينيكا، التي اتُّهِمَت بقطع عمليات التسليم الأوَّلية إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبةٍ تصل إلى 60%.
في هذا السياق، قال مصدرٌ حكومي بريطاني لصحيفة The Sun: "الفرنسيون سرقوا لقاحاتنا في نفس الوقت الذي كانوا يشكِّكون فيه في اللقاح علناً، زاعمين أنه ليس آمناً للاستخدام".
كما أضاف: "كان ذلك عملاً شائناً لا يجدر بحليفٍ أن يقوم به، وهو الأمر الذي قيل لهم بوضوح".
