كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عزم بلاده على إعادة سفيرها إلى أستراليا بعد سحبه بسبب خلاف نشب إثر إلغاء صفقة غواصات فرنسية، وأدى إلى توتر العلاقات بين باريس وكانبيرا، إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
لودريان أبلغ مشرعين فرنسيين: "طلبت من سفيرنا العودة إلى كانبيرا… لإعادة تحديد إطار علاقاتنا في المستقبل".
وكانت فرنسا قد سحبت السفير من كانبيرا؛ احتجاجاً على اتفاق دفاعي بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا. ويستهدف الاتفاق الذي يعرف باسم "أوكوس"، مجابهة القوة العسكرية الصينية.
بموجب الاتفاق تعهدت أستراليا بشراء غواصات من الولايات المتحدة وانسحبت من عقد لشراء غواصات فرنسية، وهو ما اعتبرته باريس "طعنة في الظهر".
"الخلاف مع واشنطن ما زال قائماً"
هذا ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي، وذلك على الرغم من تأكيده إجراء محادثات هامة مع وزير الخارجية الأمريكي في باريس.
إذ قال لودريان، في المناسبة نفسها، إنه أجرى محادثات صريحة وهامة مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يزور باريس هذا الأسبوع.
كما أضاف لودريان: "الأزمة خطيرة، لم تُحل بمجرد أننا استأنفنا الحوار وسوف تستمر. للخروج منها سنحتاج إلى أفعال بدلاً من الأقوال"، مؤكداً أن الجانبين يعملان على تحقيق نتائج بنهاية أكتوبر/تشرين الأول.
المتحدث ذاته تابع أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي جو بايدن سيتحدثان مجدداً منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
كذلك، أوضح لودريان أن المحادثات ركزت على ثلاث نقاط هي: الأهمية الاستراتيجية للمشاركة الفرنسية والأوروبية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وأهمية وجود دفاع أوروبي أقوى وأكثر قدرة، وكيفية تعزيز دعم الولايات المتحدة لعمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي والتي تقوم بها الدول الأوروبية.
في الجهة المقابلة، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، بأنه أجرى محادثات "إيجابية وبناءة للغاية" مع القادة الفرنسيين أثناء زيارته الرسمية لهذا البلد؛ للمساعدة في استعادة العلاقات بعد خلاف مع باريس.
فيما يسعى أرفع دبلوماسي أمريكي لإعادة الدفء للعلاقات بعد أن أدى اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، أُبرم في كانبيرا، إلى إلغاء عقد دفاعي لشراء غواصات فرنسية قيمته المبدئية نحو 40 مليار دولار.