عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن أمله في انتهاء التوتر الدبلوماسي القائم مع الجزائر قريباً، وذلك بعد أيام من تصريحات له اعتبرتها الجزائر مسيئة واستدعت، على أثرها، سفيرها في باريس "من أجل التشاور".
ماكرون في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر قال: "نرجو أن نتمكن من تهدئة الأمور، لأني أعتقد أن من الأفضل أن نتحدث إلى بعضنا بعضاً، وأن نحرز تقدماً"، وأضاف أنه تربطه علاقات "ودية جداً" مع الرئيس الجزائري.
تصريحات ماكرون
تصريحات ماكرون التي أغضبت الجزائر اتهم فيها السلطات الجزائرية بأنها "تكن ضغينة لفرنسا"، إذ طعن الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، حيث تساءل مستنكراً: "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟!"، وزعم أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين 1514 و1830.
وتابع: "أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماماً الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون".
منذ فترة، تشهد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس توتراً وفتوراً رافقهما نزيف اقتصادي لدى شركات فرنسية غادرت البلاد ولم تجدد السلطات الجزائرية عقودها.
ردود فعل غاضبة
وعَبَّرَت أحزاب ومواطنون في الجزائر عن رفضهم القاطع لتصريحات للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وصفت رسمياً بـ"المسيئة" وطعن عبرها في وجود أمة جزائرية قبل احتلالها من طرف بلاده (1830- 1962).
السبت، أعلنت الجزائر استدعاء سفيرها في باريس "من أجل التشاور"، بحسب التلفزيون الرسمي، عقب تصريحات لماكرون حول الفترة الاستعمارية للجزائر والوضع الداخلي فيها.
كما استنكرت الرئاسة الجزائرية، عبر بيان، تلك التصريحات، وقالت إنها "تمثل مساساً غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي"، وأضافت أن "جرائم فرنسا الاستعمارية، التي لا تعد ولا تحصى، هي إبادة ضد الشعب الجزائري، وهي غير معترف بها (من قبل فرنسا)، ولا يمكن أن تكون محل مناورات مسيئة".
جرائم الاستعمار
شعبياً، قال محمد بوعلام، مواطن جزائري، للأناضول، إن "الجزائر ليست بحاجة لتدخل ماكرون في شؤونها الداخلية، هو متناقض مع نفسه، فهو كان يتحدث بنفسه عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر عام 2017".
إذ وصف عبدالغني فردي، مواطن آخر، تصريحات ماكرون بأنها "خطيرة وليست بالفعل المعزول ولم تأت من العدم".
كما تابع: الرئيس (الجزائري عبد المجيد) تبون رد باستدعاء السفير للتشاور، لأن الجزائر دولة ذات سيادة ولم تعُد مستعمرة فرنسية.. يجب أن يُحاسب الفرنسيون على ما اقترفوه من جرائم خلال استعمارهم الجزائر".
فيما قال المواطن نور الدين عبدي للأناضول: "تصريحات ماكرون جاءت بدافع انتخابي مع اقتراب موعد رئاسيات 2022".
ورأى أنه "يبحث عن ولاية ثانية، ولذلك سعى عبر هذه التصريحات إلى استمالة الناخبين".