أعلن جهاز المخابرات العامة السودانية، مساء الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مقتل أربعة يُشتبه في صلتهم بتنظيم "داعش"، وفرد من قوات الأمن السودانية في اشتباكات وقعت بوقت سابق من اليوم ذاته، خلال مداهمة بجنوبي العاصمة الخرطوم، بحسب وكالة السودان للأنباء الرسمية.
كما أشارت وكالة السودان للأنباء إلى أن قوات الأمن قامت بمداهمة استهدفت موقعين، وألقت القبض على أربعة "متشددين" مشتبه بهم بعد يوم من اعتقالهم ثمانية "عناصر أجنبية" خلال مداهمة في مدينة أم درمان.
في حين أكد شهود عيان في حي جبرة لـ"رويترز" أنهم شاهدوا قوات الأمن تتبادل إطلاق النار مع مجموعة داخل بناية سكنية، كما أغلقت القوات الطريق الرئيسي في المنطقة. ووصف التلفزيون السوداني الرسمي تلك المجموعة بأنها "خلية إرهابية".
على إثر ذلك، قام الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، بزيارة موقع الاشتباكات.
فيما نقلت وكالة الأناضول عن ضابط في جهاز المخابرات السودانية، لم يتم الكشف عن هويته؛ لكونه غير مخول له الحديث للإعلام، قوله إن قوات أمنية تبادلت إطلاق النار مع "الخلية الإرهابية" بمنطقة "جبرة" جنوبي الخرطوم.
بينما لم يذكر الضابط الجهة التي تقف وراء تلك "الخلية"، لكن الحدث يأتي عقب أقل من أسبوع على إعلان جهاز المخابرات القبض على 11 "إرهابياً" من جنسيات مختلفة ومطاردة 4 أجانب، ضمن خلية لتنظيم "داعش"، إثر عملية أمنية في المنطقة ذاتها، شهدت تبادل إطلاق نار، نجم عنه مقتل 5 من أفراد المخابرات.
المصدر الأمني أشار إلى أن قوات الأمن أطلقت عملية أمنية للبحث عن أفراد "الخلية الإرهابية"؛ من أجل القبض عليهم.
"إطلاق نار كثيف"
في حين أكدت وكالة السودان للأنباء أن قوات الأمن تبادلت إطلاق النار الكثيف لبضع ساعات مع المجموعة التي وصفتها بـ"الإرهابية" والتي تحصنت بسطح إحدى البنايات في المنطقة، ولم تعرف تفاصيل عنها.
فيما أظهرت مشاهد مصورة تداولها ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي، اشتراك عربات مصفحة في عملية المداهمة.
لاحقاً، قالت صحيفة "السوداني" (خاصة)، إن السلطات الأمنية "اعتقلت 4 عناصر إرهابية في جبرة، لكنها لم توضح ما إذا كان المقبوض عليهم هم من تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن، وذلك بعد يوم من القبض على 10 إرهابيين في الخرطوم وأم درمان، معظمهم يحملون الجنسية المصرية"، وفق الصحيفة.
أحداث نادرة
يشار إلى أن مثل تلك الأحداث التي يشتبه في تورط "مسلحين متشددين" فيها نادرة نسبياً في السودان؛ فمن النادر الإعلان عن وجود لـ"داعش" بالخرطوم.
هذه الأحداث تعد الأولى من نوعها بعد الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير عقب احتجاجات شعبية ضده.
كما أنها تأتي بعد إعلان الجيش السوداني في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، إحباط محاولة انقلاب، قال إن عناصر عسكرية من أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير تقف خلفها، لكن حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم سابقاً نفى هذه الاتهامات.
جدير بالذكر أنه منذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام، في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في حين تدير البلادَ خلال الفترة الانتقالية حكومة مدنية، ومجلس سيادة (بمثابة الرئاسة) مكون من 14 عضواً؛ 5 عسكريين و3 من الحركات المسلحة و6 مدنيين.