لا داعي للتذكير بأن الثديين يحتاجان لاهتمام خاص وفحص منتظم، ويعتبر التعرف على أسباب التغيرات التي تطرأ على ثدييك أمراً بالغ الأهمية، بل وقد ينقذ حياتك في بعض الأحيان ويجنبك الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الثدي.
في أغلب الأحيان تعتبر التغيرات التي تطرأ على الثدي طبيعية ولا تدعو إلى القلق، ولفهم أسبابها جمعت لك في هذا التقرير أبرز الأسئلة المتعلقة بتغيرات شكل الثدي والحلمات، لتستطيعي التمييز بين التغيرات الطبيعية وتلك التي تستدعي تدخل الطبيب:
تغيرات الثدي
يختلف شكل الثدي والحلمات بوضوح من امرأة إلى أخرى، وترتبط معظم التغيرات التي تطرأ على الثدي والحلمات بالتغيرات الهرمونية.
كقاعدة عامة، فإن معظم التغييرات طبيعية، ولكن من المهم حقاً أن تظل المرأة على دراية بثديها وأن تلتزم بالفحص الدوري وتستشير الطبيب المختص في حال وجدت تغييرات لا تبدو مؤقتة أو دورية وخاصة إذا كانت تظهر على ثدي واحد، وفقاً لدكتورة أمراض النساء وخبيرة الصحة الهرمونية، ريبيكا بوث التي أجابت عن أبرز أسئلة النساء بهذا الخصوص في حوار لها مع مدونة Hudabeauty.
لماذا يتغير حجم الثدي؟
إذا قفز حجم ثدييك من المقاس C إلى D على سبيل المثال، فقد يكون هناك أسباب متعددة لذلك، وفقاً للدكتورة بوث، أبرزها:
التغيرات الهرمونية: هرمون الاستروجين هو الهرمون الذي يسبب تضخم الثدي عند البلوغ. بينما يؤدي البروجسترون (الهرمون الذي يسود بعد الإباضة وأثناء الحمل) إلى زيادة نشاط الغدد وزيادة السوائل في الثدي، مما يؤدي إلى امتلاء الثدي بالإضافة إلى شعور بالألم.
من الطبيعي أن تختبري زيادة في حجم ثدييك نتيجة التغيرات الهرمونية، خاصة خلال الأسبوعين الأولين من الدورة الشهرية، أو قبل الدورة الشهرية أو أثناء الحمل.
زيادة الوزن: تؤدي زيادة الوزن أحياناً إلى تضخم الأنسجة الدهنية في الثدي، حتى بعد انقطاع الطمث. وهذا شائع بشكل خاص لدى النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني أو في مرحلة ما قبل السكري.
تحديد النسل: تعاني بعض النساء من تضخم الثدي بسبب استخدام حبوب منع الحمل أو وسائل منع الحمل الأخرى التي تحتوي على هرمون الاستروجين. هذا شائع لدى النساء الأصغر سناً ذوات وزن الجسم المنخفض واللاتي ربما لم يصلن إلى مرحلة النضج الكامل أو لم يكن لديهن إباضة منتظمة قبل تناول حبوب منع الحمل.
كتلة عضلية: إذا كنت تمارسين الرياضة بانتظام فقد تلاحظين زيادة في الحجم الظاهري لثدييك بسبب حجم عضلات الصدر تحت الثدي نتيجة التمارين.
من المهم أيضاً ملاحظة أنه من الطبيعي أن يزداد حجم كلا الثديين لأسباب مختلفة، لكن إذا لاحظت أن ثدياً واحداً فقط قد زاد حجمه من المهم مراجعة الطبيب في هذه الحالة.
لماذا تؤلمني حلمات الثدي؟
إذا لاحظتِ أن حلماتك تؤلمانك عند لمسهما أو عند ارتداء حمالة الصدر، فقد تكون التغييرات الهرمونية سبب ذلك، وفقاً للدكتورة بوث.
يمكن أن تؤدي الاختلالات الهرمونية إلى حدوث آلام في الثدي مثل انخفاض نشاط الغدة الدرقية، أو الإصابة بمرض السكري، أو نمو الغدة النخامية، بالإضافة إلى بعض الأدوية.
وعادة تكون الحلمات أقل إيلاماً في الأيام من 7 إلى 14 بعد الدورة الشهرية، عندما يكون هرمون البروجسترون منخفضاً ويكون هرمون الاستروجين هو السائد.
ومن ناحية أخرى، فإن زيادة في هرمون الاستروجين جنباً إلى جنب مع البروجسترون مثل بضعة أيام بعد الإباضة [اليوم حوالي 12-14 في دورتك] أو أثناء الحمل المبكر، يمكن أن يزيد بشكل ملحوظ وجع الحلمة.
يمكن أن يؤدي الجري الطويل بدون ارتداء حمالة صدر أيضاً إلى التهاب الحلمات مما يسبب الألم.
لماذا تغيَّر لون حلمتي؟
يمكن أن يختلف لون الحلمة بشكل كبير من امرأة إلى أخرى – بعض الحلمات زهرية والبعض الآخر بني أو أرجواني. مهما كان اللون المعتاد، يمكن أن يتغير أيضاً خلال أوقات مختلفة من الشهر.
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الهرمونات الأنثوية إلى تحفيز نمو الببتيدات التي تحفز في الواقع الحلمات على زيادة التصبغ والحجم.
يمكن أن يؤدي الحمل وحبوب منع الحمل إلى زيادة عمل الخلايا الصباغية – الخلايا التي تصنع الميلانين وتسبب زيادة التصبغ. وهذا هو سبب الخط الأسود، أو "خط الحمل"، وهو خط غامق يظهر أسفل منتصف البطن.
هل إفرازات الحلمة طبيعية؟
نعم يمكن أن تكون الإفرازات طبيعية، على الرغم من أنها ليست أمراً شائعاً مثل تغيير حجم الثدي.
من الممكن أن يخرج من الحلمات سائل صافٍ يكون أكثر بروزاً في وقت الدورة الشهرية وقد يجف أحياناً على الحلمة مما يسبب قشوراً طفيفة.
يمكن أن يؤدي الإجهاد والكافيين (أو الزانثين) والسكر وزيادة الوزن ونقص اليود إلى زيادة كمية السوائل التي يتم تفريغها من الحلمة. لذلك، لا داعي للذعر، فهذا طبيعي تماماً!
لكن متى تكون إفرازات الحلمة مصدر قلق؟ إذا كانت الإفرازات بنية داكنة أو دموية أو خضراء قد تشير إلى مشكلة طبية خطيرة في نظام أقنية الثدي، خاصةً إذا كانت أحادية الجانب فقط.
أي تغييرات لا يبدو أنها مرتبطة بشكل واضح بدورة الهرمونات لدى المرأة أو التي تستمر فترة طويلة يجب أن يتم تقييمها من قِبَل الطبيب.
فحص الثدي
احرصي على إجراء فحوصات دورية عند الطبيب للتأكد من عدم وجود أي كتل أو أورام تستدعي القلق.
كذلك سيكون من المفيد إجراء الفحص الذاتي للثدي والذي يفضل أن يتم بعد أيام قليلة من انتهاء الدورة الشهرية، وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
حددي موعداً شهرياً ثابتاً لتجري فيه الفحص الذاتي للثدي ودوني التغيرات التي تلاحظينها على ثدييك والتي من الممكن أن تعرضيها لاحقاً على الطبيب.
كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي
ابدئي بالوقوف عارية الصدر أمام المرآة مع وضع يديك على جانبيك.
افحصي ثدييك بصرياً بحثاً عن ما يلي:
- تغيرات في الحجم أو الشكل أو التناظر
- تغير في شكل الحلمات
- التجعيد
- حواف غير متناظرة في الأسفل
تحققي من وجود هذه العلامات وأنت تضعين ذراعيك على جانبيك، ضعي ذراعيك فوق رأسك، وتحققي منها مرة أخرى.
افحصي ثدييك عن طريق الضغط عليهما بأصابعك بنمط حلزوني بدءاً من الحلمة إلى أعلى ثم إلى الجانبين للتأكد من عدم وجود تكتلات واضغطي برفق على حلمتي ثديك للتحقق من وجود إفرازات. قومي بذلك وأنت مستلقية على ظهرك ومرة أخرى في الحمام، سيسمح الماء والصابون في الحمام لأصابعك بالانزلاق بسهولة على بشرتك.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.