ألقت الشرطة التونسية، الأحد 3 أكتوبر/تشرين الأول 2021، القبض على عضو في البرلمان، ومذيع تلفزيوني، كانا من أبرز منتقدي الرئيس قيس سعيد، منذ أن استأثر بالسلطة عبر قرارات اتخذها في يوليو/تموز الماضي.
محامي الموقوفين سمير بن عمر، قال إن القضاء العسكري أمر بإلقاء القبض على عضو البرلمان عبد اللطيف العلوي، والمذيع عامر عياد، بتهمة "التآمر على أمن الدولة وإهانة الجيش"، بعد بث برنامج على قناة الزيتونة التلفزيونية.
كان العلوي وعياد قد انتقدا بشدة خلال البرنامج الرئيس سعيد، ووصفاه بـ"الخائن"، وألقى عياد الذي هاجم سعيد قصيدة لأحمد مطر، ينتقد فيها الحاكم، وهي ما أشارت حسابات تونسية إلى أنها السبب وراء اعتقاله.
النائب العلوي (عن ائتلاف الكرامة) كان قد كتب في منشور على حسابه بموقع "فيسبوك": "فرقة من القرجاني (مركز أمني) تداهم بيتي تعتقلني الآن".
كان الرئيس سعيد قد علّق عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن أعضائه، وتولى السلطة التنفيذية، في يوليو/تموز الماضي، قبل أن يقول الشهر الماضي إنه سيتجاهل معظم بنود الدستور ويحكم بمرسوم لفترة "إجراءات استثنائية" بلا نهاية محددة.
أشار سعيد إلى أنه "لن يصبح ديكتاتوراً"، وتعهد بدعم الحقوق والحريات، لكن منذ تموز الفائت، تم اعتقال عدد من البرلمانيين بتهم قديمة بعد رفع الحصانة عنهم.
كذلك تعرَّض كثير من السياسيين ورجال الأعمال الآخرين للمنع من السفر، رغم قول سعيد إنه لن يلجأ لهذا الإجراء إلا بحق من يواجهون أوامر استدعاء قضائية.
كانت معظم مكونات النخبة السياسية في تونس، قد حثّت سعيد على أن يوضح كيف سيخرج من الأزمة ومتى، ونُظّم احتجاجان مناهضان لإجراءاته خلال عطلتي نهايتي الأسبوعين الماضيين.
ترفض غالبية الأحزاب قرارات سعيد الاستثنائية، ويعتبرها البعض "انقلابا على الدستور"، بينما تؤديها أحزاب أخرى ترى فيها "تصحيحا للمسار"، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية (جائحة كورونا).