تخلّف التونسي الفائز بمسابقة "أفضل باغيت في فرنسا"، عن الحضور السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021 لتسلم جائزته، التي تخول له تزويد قصر الإليزيه بهذا النوع من الخبز، وذلك بعد تعرضه لسيل من تعليقات الكراهية، عقب تداول صور لحسابه على "فيسبوك" أظهرت نشره "آراء بغيضة" بحق فرنسا.
النائب الأول لرئيس بلدية باريس، إيمانويل غريغوار، قال خلال احتفال توزيع الجوائز بمناسبة مهرجان الخبز في ميدان نوتردام، إن الخباز الفائز بالمسابقة وهو مكرم العكروت "فهم أن حضوره قد لا يكون خطوة مثالية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان من المفترض أن تتولى رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، توزيع الجوائز لكن "انشغالات شخصية" حالت دون ذلك، على ما أفاد نائبها الأول.
أما العكروت الذي فاز بالمسابقة قبل نحو أسبوع من بين 173 تنافسوا عليها، فأوفد من يمثله لتسلّم الجائزة.
منذ حصول العكروت على اللقب، شهد مخبزه "لي بولانجيه دو رويي" في الدائرة الثانية عشرة في باريس إقبالاً من زبائن جدد.
اتهامات ضد العكروت
لكنّ الخباز التونسي البالغ من العمر 42 عاماً، والذي يعمل منذ 19 عاماً في فرنسا بعد مغادرته تونس، كان عرضة لاتهامات من موقع إلكتروني ذي توجهات يمينية متطرفة لنشره على شبكات التواصل الاجتماعي مواقف مكتوبة بالعربية، "تنطوي على انتقادات لفرنسا، إن لم تكن مواقف عدائيه تجاهها".
محامية العكروت، سيلفيا لافارجياس، قالت إن موكلها "ككثر من مستخدمي الإنترنت قد يكون أعاد في الماضي نشر مواد متداولة على الشبكات الاجتماعية من دون أن يدرك كل مضمونها".
أضافت أن "كون المحتويات التي أعاد نشرها على حسابه في (فيسبوك) قد تكون تضمنت آراء معادية للجمهورية وكراهية تجاه فرنسا ومواطنيها (…) أثار على الفور عدم فهمه وذهوله، إلى درجة أنه ظن أن حسابه تعرض للاختراق". وأشارت إلى أن العكروت بادر "على الفور إلى إلغاء حسابه" على الشبكة الاجتماعية.
كذلك لاحظت المحامية أن موكلها "تأثر بعمق" منذ ذلك الحين "لتعرضه لسيل من تعليقات الكراهية"، مشيرة إلى أن العكروت الذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2019 بموجب مرسوم يؤكد "تمسّكه بفرنسا وانتماءه إلى كل مبادئها الأساسية المتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة".
درج التقليد على أن يتولى الفائز في هذه المسابقة تزويد الإليزيه بخبز "الباغيت" لمدة سنة، وقال إيمانويل غريغوار إن مسألة تزويد الإليزيه بالخبز تشكّل موضوعاً دقيقاً "إذا صودف" أن من سيتولى هذه المهمة أدلى بمواقف غير مستحبة، أما قصر الإليزيه فلم يعلّق على المسألة.
هذه ليست المرة الأولى التي يفوز فيها خباز تونسي بهذه الجائزة، فقد اختار أعضاء لجنة التحكيم للجائزة الكبرى للرغيف الفرنسي التقليدي لسنة 2017، الخباز التونسي سامي بوعتور من بين مئات المتنافسين، ليمنح إلى جانب المكافأة المالية للجائزة المقدرة بأربعة آلاف يورو، حق تزويد القصر الرئاسي الفرنسي بكافة أنواع الخبز لمدة عام كامل.
في عام 2013 فاز المهاجر التونسي رضا خضر، صاحب مخبز Au Paradis Gourmand، بالدائرة الرابعة عشرة بباريس، بالمركز الأول.
في عام 2008 أيضاً حاز الخباز التونسي أنيس بوعبسة، بالدائرة الثامنة عشرة، السبق في هذا المجال، كأول عربي وتونسي يفوز بجائزة "الباغيت" الكبرى.
يُشار إلى أن مدينة باريس تنظم هذه الجائزة منذ عام 1994، وتعتمد على لجان تحكيم تتألف من كبار الخبازين والصحفيين المختصين في المخابز والمطابخ، إلى جانب آراء وتعليقات الناس من خلال شبكة الإنترنت.