نجوم ألعاب الفيديو ومدمنوها قد يصبحون أبطال المعارك القادمة، والجيوش التي نعرفها ستغيير بل قد تختفي بشكلها الحالي، وأساليب الحرب الحالية قد تنتهي إذا تواصلت ثورة الجيوش الإلكترونية والرقمية، التي تجعل الحرب أشبه بلعبة رقمية ولكن دموية.
ثورة الجيوش الإلكترونية اكتسبت زخماً، بعد النجاح الكبير الذي حققته الطائرات المسيرة، خلال الأعوام الماضية، والذي بدا واضحاً في تمكن تركيا من تغيير مجرى المعارك في إدلب بسوريا وليبيا، والقوقاز لصالحها وصالح حلفائها في مواجهة خصوم مدعومين من روسيا، بالساحات الثلاث، ومن الإمارات أيضاً في الحالة الليبية.
ثبت حتى الآن أنه في المواجهة بين أنظمة دفاع جوي باهظة الثمن والطائرات المسيرة الهجومية منخفضة التكلفة فإن الطائرات المسيرة تربح، خاصة مع استخدام التكتيكات الصحيحة.
وها هي وزارة الدفاع التركية تعلن عن بدء استخدام المركبات الأرضية المُسيّرة عن بُعد في القتال، بعد تطويرها محلياً لتتمتع بقدرات وكفاءة عالية. تَعرّفها، بعدما أعلنت عن خطط لإنتاج سفن حربية بدون بحارة.
ثورة الجيوش الإلكترونية تبدأ من الشرق الأوسط
بالنسبة لتركيا التي تسعى لتصبح قوة معتمدة على نفسها في الصناعات العسكرية، فإن الأسلحة المسيرة توفر لها عدة ميزات، مقارنة بالأسلحة التقليدية.
أولاً، تكلفة الطائرات المسيرة رخصية، والأمر الثاني أن خسائرها البشرية محدودة أو معدومة، كما أنه يمكن إشراكها في القتال دون مخاطرة بالتصعيد.
أما الميزة الثالثة، بما أنه مجال بِكر، فلا توجد فجوة كبيرة بينها وبين القوى العظمى التقليدية في المجال العسكري، وبالتالي تستطيع اللحاق بهم أو التفوق عليهم، عكس الأمر بالنسبة للأسلحة التقليدية مثل الطائرات الحربية التي تتمتع فيها القوى العظمى التقليدية بخبرة قد تعود لمئة عام في بعض الحالات.
وبالفعل تفوقت تركيا على روسيا في مجال الطائرات المسيرة، حيث دمرت طائراتها بدون طيارٍ أسلحتها في سوريا وليبيا والقوقاز، وكذلك تفوقت الطائرات المسيرة التركية على نظيراتها الصينية التي استخدمتها الإمارات في ليبيا.
واللافت أن دولة عظمى وعريقة في الصناعات العسكرية مثل بريطانيا رأت أنها يجب أن تحذو حذو النموذج التركي، في مجال الطائرات المسيرة الرخيصة والفعالة في الوقت ذاته، وحتى الولايات المتحدة رغم تمتعها بتفوق كبير على أنقرة في مجال الطائرات المسيرة، فإن ميزة انخفاض السعر والتكلفة في صالح المسيّرات التركية، وهي ميزة تكتسب قيمة مضاعفة في ظل عدم وجود خسارة بشرية من قبل مستخدمي الطائرات المسيرة.
ونتيجة لهذا النجاح، تسعى تركيا إلى إنتاج طائرات مسيرة أكثر قوة وأكبر حجماً، وقادرة على حمل صواريخ كروز مع إمكانية استخدامها من حاملة الطائرات التي تصنعها بعد أن أصبحت طائرات "إف 35" الأمريكية غير متاحة لها، من جراء إخراجها من المشروع الأمريكي العملاق.
روسيا تبحث عن موقع في ثورة الجيوش الإلكترونية
نجاحات الطائرات المسيرة التركية دفعت روسيا، شريكتها وغريمتها في الوقت ذاته، إلى السعى لتعزيز برنامجها الخاص للطائرات المسيرة، الذي يعد متأخراً ليس فقط بالمقارنة مع تركيا؛ بل مع الولايات المتحدة وإسرائيل والصين.
وإيران، أصبحت الطائرات المسيرة ذراعها الطويلة في المنطقة، حيث تستخدمها لتنفيذ هجمات مثل تلك التي تستهدف السفن أو أهدافاً بدول الخليج مثلما حدث في الهجوم على منشأة شركة أرامكو النفطية السعودية عام 2019، والذي تسبب في نقص خطير في إنتاج النفط مع ميزة القدرة على التملص من مسؤولية الهجمات، خاصةً أنها تمنح مسيرات مشابهة، لحلفائها مثل الحوثيين وحزب الله وحتى حماس والجهاد، لتتحول الطائرات المسيرة لمشكلة لإسرائيل ودول الخليج وحتى أمريكا في العراق.
وكما سبقت الإشارة تشعر الدول الأوروبية بأنها تأخرت في اللحاق بركب الطائرات المسيرة الذي تقوده أمريكا وتركيا والصين، وحتى إيران، وهي ترد تارة بالتحذير من خطرها وأنها تسهل الحرب والقتل، وتارة بمحاولة تقليد النموذج التركي كبريطانيا، وتارة بالتوجه لأنقرة لشراء طائراتها المسيرة مثلما فعلت أوكرانيا، وبولندا، وكما تفكر لاتفيا.
مستقبل ثوري للطائرات المسيرة
وفي مجال الطائرات المسيرة هناك ثلاثة اتجاهات مستقبلية.
الأول: الطائرة المسيرة الأسرع من الصوت، وصولاً إلى المسيرات فرط الصوتية؛ أي التي تسير أسرع من الصوت عدة مرات.
إذ يقول تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية، إنه "سيكون للطائرات المُسيّرة الهجومية الأسرع من الصوت وجودٌ بالتأكيد، والسؤال هنا هو: متى سيحدث ذلك؟ إذ إنّ فكرة طائرات الاستطلاع المُسيّرة أو الأنظمة المسلحة غير المأهولة التي تتحرك في الفضاء بسرعة تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت، فكرة متداولة في أعلى مستويات البنتاغون".
الاتجاه الثاني: الطائرات المسيرة المقاتلة التي تتعاون مع الطائرات المقاتلة أو التي يسيّرها قائد أو ملاح الطائرة المقاتلة المأهولة، ويقال إن الصين تسعى لذلك بقوة من خلال توظيف طائرات مسيرة؛ لمساعدة طائراتها الشبحية، J-20.
كما تخطط القوات الجوية الأمريكية لإطلاق سلسلة من الطائرات المسيَّرة تدعى طائرات "سكاي بورغ"؛ لمساعدة مقاتلات "إف 35″، وتوفير الحماية لها.
وتحاول أنقرة الجمع بين الاتجاهين السابقين عبر تصنيع طائرة مسيرة أسرع من الصوت تستطيع أن تعمل بالتعاون مع الطائرة المقاتلة الشبحية التي تخطط لإنتاجها.
ويهدف المشروع التركي إلى أن تصل سرعة الطائرة إلى 1.4 ماخ (الماخ هو سرعة الصوت) أي نحو 1600 كم.
سيكون وزن الطائرة المسيرة التركية أسرع من الصوت أقل من 100 كيلوغرام. ومع ذلك، ستحوي رادارات ذات قدرات تنافسية لديها قدرة على الرؤية والتعريف مثل الطائرة الكبيرة، حسب منفذي المشروع.
سيتم استخدام الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت الجديدة في اختبار وتطوير أنظمة الدفاع الجوي.
ولكن اللافت أن من بين وظائفها أن تكون معاونة لطائرة القتال الوطنية التركية (MMU)، التي تسعى أنقرة لإنتاجها بحيث تكون الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت قادرة على الطيران جنباً إلى جنب مع طائرة القتال التركية (MMU) وتنفيذ عمليات مشتركة معها.
بل سيتمكن الطيار في (MMU) من التحكم وإدارة الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت من حوله.
ويقال إن ألمانيا وفرنسا تسعيان لفعل ذلك في مشروع طائراتهما الشبحية من الجيل السادس.
الطائرات المسيرة الذكية التي تهزم الطيارين البشر
الاتجاه الثالث، وهو الأكثر ثورية: الطائرات المسيرة غير الموجهة بشرياً، فالطائرات المسيرة حالياً، يقودها طيار أو مُسير بشري عبر الاتصالات اللاسلكية أو الأقمار الصناعية، ولكن الطائرات الذكية يقودها طيار آلي عبر الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري، باستثناء البرمجة، ويقال إن أول عملية قتالية يقوم بها الذكاء الاصطناعي تمت على يد مسيرة آلية تركية في ليبيا.
ورغم صعوبة ذلك، فإن المفاجأة أن الذكاء الاصطناعي قد هزم في محاكاة طياراً أمريكياً مخضرماً 5 مرات، الأمر الذي يثير تساؤلاتٍ مثل: هل تستغني مقاتلات الجيل السادس عن البشر لصالح الذكاء الاصطناعي؟.
واحتفى أنصار الذكاء الاصطناعي بهذا الحدث واعتبروه بداية لعصر جديد يقوم على الطائرات التي يقودها الذكاء الاصطناعي.
خلال المحاكاة، كان طيار الذكاء الاصطناعي قادراً على تنفيذ عمليات دقيقة باستمرار، في أطر زمنية قصيرة جداً؛ ودفع تحمُّل هيكل الطائرة باستمرار إلى أقصى إمكاناته دون تجاوز حد قوة الجاذبية الذي تتحمله الطائرة، وظل طيار الذكاء الاصطناعي بطبيعة الحال غير متأثر بالضغط الساحق الذي تمارسه المناورات العنيفة مثلما يحدث مع الطيار البشري، حسبما ورد في تقرير لموقع NBC News.
والأهم من ذلك، أن طيار الذكاء الاصطناعي كان يعلّم نفسه بنفسه باستخدام التعلم المعزز العميق، وهي طريقة يدير فيها الذكاء الاصطناعي محاكاة قتالية مراراً وتكراراً يتم خلالها "مكافأته" على السلوكيات الناجحة بسرعة و"معاقبته" على الفشل، مما يتيح له قدرة على التعلم التراكمي، واستغلال تجارب الآخرين.
السفن الحربية المسيرة
أغرى نجاح الطائرات المسيرة الجيوش الكبرى بالتوسع في الفكرة إلى مجالات أخرى، منها السفن الحربية المسيرة، حيث يشهد العالم اتجاهاً نحو مجال السفن والزوارق غير المأهولة ضمن الثورة في إنتاج وتوظيف الآليات العسكرية المسيّرة آلياً.
وفي هذا الإطار، أطلقت تركيا رسمياً أول زورق حربي بدون قائد "ULAQ"، مكلف بتنفيذ عمليات هجومية بحرية، في مؤشر على سعيها للاستفادة من نجاح تجربة طائراتها بدون طيار التي غيرت مسار الحروب في إدلب وليبيا والقوقاز لصنع أسطول من السفن والزوارق غير المأهولة.
وقد خضع لتجارب بحرية مكثفة وهو جاهز لاختبارات الصواريخ الموجهة.
قد تكون لدى تركيا ميزة نسبية في مجال السفن والزوارق الحربية غير المأهولة لسببين.
الأول أن تركيا حققت نجاحاً كبيراً في أنظمة وبرامج التسيير الآلي عبر تجربتها في مجال الطائرات بدون طيار، وتراكمت لديها خبرات في هذا الشأن.
وفي الأغلب البرمجيات في الطائرات المسيرة ستكون مشابهة للسفن والزوارق الحربية غير المأهولة، بل قد تكون برمجيات الطائرات المسيرة أصعب حتى من الزوارق؛ لحاجتها لسرعة الحركة ورد الفعل.
النقطة الثانية أن تركيا دولة ناجحة في مجال صناعة السفن عامة، خاصةً القطع العسكرية البحرية التي تعتبر من أكثر مجالات الصناعات الدفاعية التركية نجاحاً.
وبالتالي فالدمج بين هذين النجاحين يوفر فرصة كبيرة لتحقيق تقدم في مجال السفن والزوارق غير المأهولة.
وفي الوقت ذاته يمثل النجاح المحتمل في مجال السفن والزوارق غير المأهولة أهمية بالغة لتركيا، التي يعد الخلاف البحري بينها وبين اليونان واحداً من أكثر مشكلاتها تعقيداً.
وفقاً للتقارير تم بناء الزورق الحربي من مواد مركبة متطورة، ويمكن أن تصل سرعته إلى 65 كم/ساعة (35 عقدة)، ومجهز بأجهزة استشعار كهربائية بصرية، وأشعة تحت الحمراء لإجراء عمليات الاستطلاع والمراقبة.
يمكن تشغيل الزورق من مركبات متحركة أو حاملات طائرات أو سفن قيادة، ويبلغ مداه 400 كيلومتر حالياً.
والأهم من ذلك يمكن أن يعمل بشكل مستقل مع وجود خوارزميات الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متنه.
سيكون الزورق قادراً على التنسيق مع السفن الأخرى القريبة والقوات التكميلية مثل الطائرات بدون طيار والمركبات الجوية الأخرى.
الغواصات المسيرة
روسيا من جانبها، تطور مركبات بحرية جديدة غير مأهولة لكشف الغواصات، وردت أمريكا بزورق آلي مزود بأجسام طائرة.
وفي وقتنا الحالي، ما تزال الغواصات أكثر المركبات العسكرية قدرة على التخفّي بأعماق المحيطات الشاسعة في صمت. لكن في أفق المستقبل، نرى كثيراً من روبوتات السونار المسيرة آلياً تغطي أعماق المحيطات، وهي رخيصة مقارنة بالسفن والطائرات المأهولة، ويُمكن استبدالها بسهولةٍ أيضاً.
الصين بدورها تقوم بجهود كبيرة في هذا المجال، لدرجة أن هناك انطباعاً بـ"الغواصات الصينية المسيرة آلياً تجوب المحيطات حول آسيا دون أن يراها أحد"، وترسخ هذا الانطباع بعد اكتشاف غواصة مسيرة صينية بإندونيسيا، في ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو الأمر الذي اعتبر أنه مؤشر لخطط عسكرية ولطموحات بكين بالمنطقة، خاصةً المحيط الهندي.
وقبل ذلك بأشهر أفادت مجلة The Forbes الأمريكية بأن بكين نشرت أسطولاً من الغواصات الصينية المسيرة تحت الماء في المحيط الهندي.
وبحسب مصادر حكومية صينية، تم إطلاق الغواصات الصينية المسيرة في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2019 واستعادتها في فبراير/شباط 2020، بعد إجراء أكثر من 3400 مهمة ملاحظة.
هذه الغواصات تدعى Sea Wing وهي نوع من المركبات غير المأهولة التي تعمل تحت الماء (UUV) والتي يمكن أن تبحر لشهور متتالية، وهي من تصميم وتطوير وإنتاج معهد Shenyang للأتمتة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (CAS).
الدبابات والمركبات البرية المسيرة
يبدو مجال الدبابات والمركبات البرية المسيرة هو الأصعب في ثورة الجيوش الإلكترونية أو ثورة الأسلحة المسيرة.
ويجري تطوير المركبات المُدرَّعة الروبوتية في جميع أنحاء العالم، حيث يخطِّط الجيش الأمريكي لاستبدال مركبة برادلي القتالية لتكون "مأهولةً بشكلٍ اختياري". يمكن القول إن روسيا قد تحرَّكَت بقوةٍ أكبر نحو نشر المركبات البرية غير المأهولة في عمليات القتال.
كما سبق أن أعلنت تركيا عن خطط لإنتاج ما يُعرف بـ"الدبابة الصغيرة"، وهي مركبة مُسلحة يقال إنها ستتمتع بخاصية التحكم عن بعد والقيادة الذاتية، كما ستقدم بأنماط كهربائية وهجينة وذات بصمة حرارية منخفضة.
وستتم زيادة مدى التحكم بالمركبة المسيرة ليصبح غير محدود عبر ربطها بنظام القمر الصناعي.
وستتيح منصة التحكم للمستخدم اختيارات كثيرة تتيح استخدام الدبابة المسيرة في مهام متعددة سواء مع محطات الأسلحة الخفيفة والثقيلة، أو مركبات المراقبة والاستطلاع، أو منصات إطلاق الصواريخ.
وقال رئيس الصناعات الدفاعية التركي إسماعيل دمير، لـ"الأناضول"، إنه يمكن تزويد المركبات بأنظمة أسلحة أو أي أنظمة أخرى، ويمكن التحكم بها عن بعد، إضافة إلى أنها تتمتع بقدرة فائقة على الحركة وبخاصية القيادة الذاتية.
ولكن على أرض الواقع ثبت أن تطوير الدبابات أو المركبات المسيرة مسألة معقدة.
كانت الدبابة الروسية المسيرة آلياً "أوران-9" أول مركبة يتم التحكم فيها عن بعد تخوض قتالاً حقيقياً وحدث ذلك في سوريا، وكانت النتيجة مفاجئة بالنسبة لمُصنعيها، حسبما ورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
فعكس الطائرات المُسيَّرة التي تحلِّق على ارتفاعٍ عالٍ، فإن المركبات البرية غير المأهولة مُعرَّضة لتعطيل إشارات التحكُّم الخاصة بها، بسبب التلال والمباني وخصائص التضاريس الأخرى.
وأثناء الاختبار الميداني بسوريا، تسبَّبَ ذلك في مشكلاتٍ بالتحكُّم في مركبات أوران-9، إذ واجهت 17 حالة من تعطُّل التحكُّم عن بُعد، ووصلت كلُّ حالة إلى دقيقة واحدة، وفي مرتين انقطع الاتصال لمدة ساعة ونصف الساعة.
وتزيد المشكلة حدَّةً عند الأخذ في الاعتبار أن مناطق الحرب الحديثة مثل سوريا تشهد بالفعل نشاطاً كهرومغناطيسياً غير عادي من إشارات الاتصال وروابط الطائرات المُسيَّرة، إضافة إلى التشويش والتجسُّس وأشكال الحرب الإلكترونية الأخرى.
الجنود الخارقون نصف الآليين "Iron Man"
من التطورات المهمة في الحروب خلال الفترة الماضية، استخدام البدلات الخارقة التي ارتداها الجنود الصينيون أمام خصومهم الهنود في المعارك التي دارت بالأيدي والأسلحة البيضاء بين الطرفين بمنطقة لاداخ الوعرة المتنازع عليها بين البلدين العملاقين.
وهذه البدلات تعرف باسم بدلات الهيكل الخارجي وإن كان يطلق عليها إعلامياً البدلات الخارقة، وهي عبارة عن آلات متحركة يمكن ارتداؤها، وتعمل بمحركات كهربائية أو بضغط الهواء أو رافعات أو مكونات هيدروليكية أو مجموعة من التقنيات التي تسمح بحركة الأطراف مع زيادة القوة والقدرة على التحمل، أي إنها تشبه إلى حد كبير، بدلة Iron Man السينمائية الشهيرة، حسبما ورد في موقع Eurasian Times المتخصص في الشؤون العسكرية الآسيوية.
وانضمت الصين إلى الولايات المتحدة وروسيا في سباق إنتاج بدلات الهياكل الخارجية.
وقال موقع غلوبال تايمز إن البدلات ذات الهيكل الخارجي تسمح للقوات بحمل الإمدادات التي تزن بقدر ما يزن شخص بالغ مع تجنب خطر إصابات الخصر أو الساق.
الليزر وسيلة للاتصال والتدمير
بات من الممكن استخدام أسلحة الليزر بالفعل لنسف طائرات الخصم المسيّرة أو الطائرات بدون الطيار، واعتراض الصواريخ، وربما حتى الاستعانة بها لتدمير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وحقّق الجيش الأمريكي منذ سنوات عديدة تقدماً في مجال تطوير أسلحة الليزر الثابتة، مثل تلك التي يتم نشرها للحماية أو إطلاق النار من قاعدة عمليات أمامية أو موقع ثابت آخر، حيث يمكن تشغيلها واستدامتها دون مشاكل.
وبغض النظر عن التحديات والقيود، تُظهر تطبيقات أسلحة الليزر آفاقاً هائلة للجيش الأمريكي، لاسيما عندما يتعلق الأمر بعمليات مكافحة الطائرات بدون طيار، حيث يسافر الليزر بسرعة الضوء، وهو قابل للتطوير، ما يعني أنه لا يصل فقط إلى الأهداف ويدمرها بسرعات غير مسبوقة، ولكن يمكن أيضاً تصميمه أو تحجيمه لتحقيق التأثير المطلوب مثل تعطيل الهدف أو تدميره بالكامل.
كما يبدو أن تكنولوجيا ناشئة أبدت بوادر تشير إلى أن الليزر يمكن استخدامه أيضاً لنقل تحديثات الفيديو المباشرة والبيانات الحساسة للوقت على نحو آمن وفعّال عبر الغلاف الجوي بسرعة الضوء، كما يقول تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
فهناك أدلة جديدة على أنه بات من الممكن إرسال تحديثات الفيديو المباشرة الخاصة بالطائرات المسيَّرة، على سبيل المثال، إلى الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة أو مراكز التحكم الأرضية القريبة عن طريق تقنيات الاتصالات الليزرية.
وبرهنت تجارب ودراسات أولية تُجريها شركة "رايثيون" التكنولوجية الأمريكية، والتي استعانت فيها باتصالات الليزر وأجهزة استقبال صغيرة، على إمكانية استخدام الليزر لنقل البيانات عبر ظروف جوية صعبة لمسافة 16 كم. وأوضح مطوّرو "رايثيون" أن منظومة الاتصالات الليزرية تجعل الاتصال الآمن من نقطة إلى نقطة أقل "عرضةً للتشويش عليه واعتراضه"، وأقل تأثراً بالاضطرابات الجوية.