المطربة المصرية مي فاروق لـ”عربي بوست”: المهرجانات ليست فناً مصرياً.. والأغنية العربية في تدهور

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/30 الساعة 18:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/01 الساعة 06:58 بتوقيت غرينتش
المطربة المصرية مي فاروق

تمتلك موهبة نادرة لا يمتلكها سوى القليلين في هذا الوقت، بمجرد أن تجلس في المسرح أمامها تأخذك في جولة للزمن الجميل بعذوبة صوتها، لتجعلك تنسى كل ما يدور حولك وتفتح لك باباً من السعادة والطرب.

إنها الفنانة مي فاروق، التي التقينا بها في حوار خاص وحصري لـ"عربي بوست" لتصرح لنا حول العديد من الأسرار وتهدي جمهورنا مقطعاً خاصاً وحصرياً بصوتها لواحدة من أشهر أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، وتحكي لنا بعض التفاصيل عن انفصالها وعن اختلافها مع أولادها على أغاني المهرجانات.

إلى نص الحوار:

حدِّثينا عن برنامج "حلمك قرب" الذي تشاركين به كعضو لجنة تحكيم.

تم الاتصال بي من القائمين على إنتاج البرنامج وأخبروني أنهم يريدون انضمامي إلى العمل في إحدى حلقات البرنامج كعضو لجنة تحكيم، وأخبروني أن الفنان الجميل الذي أحبه كثيراً محمد محيي يشارك معي في نفس الحلقة.

كنت سعيدة للغاية، والملحن مدين في نفس الحلقة الذي يعد عشرة عمري، وتم التصوير خلال يوم واحد.

كانت تجربة جيدة للغاية، وحققت حلمي في أن أكون عضو لجنة تحكيم في برنامج اختيار للمواهب، خاصة أن البرنامج من إنتاج الدولة وتشرف عليه وزارة الشباب والرياضة وكنت فخورة بكوني جزءاً من هذا العمل.

هل تعتقدين أن برنامج "حلمك قرب" يقدم شيئاً مختلفاً عن برنامج اختيار المواهب الأخرى؟

هو مثل كل برامج المواهب، ولكن بالنسبة لي انبهرت من التكلفة الإنتاجية العالية وكونه أول برنامج مصري تتم تكلفته بهذا الشكل وبتلك الميزانية.

هل تعتقدين أن برامج اكتشاف المواهب تعطي فرصة حقيقية للمواهب الفنية أم أنها تجارية أكثر؟

بالطبع تساعد بشكل كبير الأصوات والمواهب الذين لا يعرفون كيف يصل صوتهم للجمهور والناس، وتسهل عليهم الكثير، لذلك أعتقد من وجهة نظري أنها مفيدة إلى حد كبير.

ما رأيك في أغاني المهرجانات؟

هذا أصعب سؤال قد يسأله لي البعض، ولكن لا أستطيع الذم فيها ولا الشكر فيها أيضاً لأنها لون من الغناء موجود بالفعل وهناك من يحبه.

لكن رأيي الشخصي أنه لا يجب على هذا النوع من الغناء أن يحسب على الفن المصري، ولا أن يصنف لوناً من ألوان الغناء المصري، ولا يوجد له هدف من حيث الكلمات ولا الألحان.

لم أستطع أن أحبه على الأطلاق، ولكنَّ هؤلاء المغنين لهم كل التقدير والاحترام.

كذلك لا أستطيع أن أقول إنه مثل فن المونولوج حيث كان فن المونولوج له هدف وإيصال رسالة.

هل تستمعين إلى أغاني المهرجانات؟

للأسف اضطر أحياناً إلى سماعها في بعض الأماكن مثل الأفراح، أو مع أولادي نظراً لأن هذا الجيل الجديد يحب هذا اللون من الغناء.

هل يستمع أولادك إلى أغاني المهرجانات دون أي اعتراض منك؟

بالطبع لا أستطيع أن أمنعهم، لأن هذا لا يعد تحضراً بأي شكل من الأشكال، لذلك أتركهم يستمعون إلى ما يحبون، ولكن أكرر عليهم دائماً أن هذا اللون من الغناء ليس هو الفن المصري.

وما أكثر أغنية من أغاني المهرجانات تستمعين إليها أو حفظتها بالفعل؟

أغنية "إخواتي"، وقد حفظتها بشكل تلقائي لأنني بطبيعتي شخص يحفظ سريعاً، وسمعتها في أكثر من تجمع ومناسبة ولكن لا أبحث عن تلك الأغنيات.

هل تعتقدين أن هذا الجيل سيستمع إلى تلك الأغنيات لفترة من الزمن وسيعودون إلى سماع الأغنيات الطربية مرة أخرى؟

بالطبع بعد مرور تلك المرحلة العمرية وبعد أن يصلوا إلى مرحلة أخرى سيدركون معنى الفن الحقيقي، وكيفية التفريق بين المهرجانات والطرب الأصيل.

كيف ترين تطور الأغنية العربية، لماذا لم يعد هناك أغنية طويلة مثل أغنيات أم كلثوم؟

ربما لأن الزمن قد تغير كثيراً، وكل شيء أصبح إيقاعه سريعاً للغاية، ولم يعد للجمهور وقت للاستماع لأغنية طويلة من أغنيات السيدة أم كلثوم وعبد الوهاب.

لا أرى أن الذي حدث للأغنية تطور على العكس أراه تدهوراً، ولكن في كل مرحلة تأتي حقبة زمنية تشهد صعوداً وهبوطاً وتجد في تلك المرحلة انتشاراً للفن الهابط وستمر بالتأكيد.

ولكن نرى أن حفلاتك في دار الأوبرا المصرية كاملة العدد.

يقال عني حالياً مطربة النخبة، وإن قلة قليلة فقط من يستمعون إليَّ أو يحضرون إلى حفلاتي، ولكن أغلب الجمهور لا يحبون الفن الذي أقدمه ويفضلون الأغنية التي تحدث ضجة فقط.

لكن لم أعد أهتم بذلك ويكفيني جمهوري، ونحن نعيش في زمن الطرب أصبح مختلفاً وليس الفن الهابط.

إذا تمنيتِ تقديم ديو مع فنان فمن ستختارين؟

الفنان فضل شاكر وحسين الجسمي وصابر الرباعي أحبهم كثيراً.

لو عرض عليكِ تقديم فيلم غنائي، فهل ستترددين أم لديك موهبة التمثيل؟

في الحقيقة لا أعرف، لكنَّ المقربين منِّي يقولون إن لديَّ الموهبة، ومن قبل قدمت عروضاً مسرحية مع المخرج خالد جلال.

وهو دائماً يقول لي إن لديَّ الموهبة ولكن لم أجرب ولم أتشجع على خوض التجربة حتى الآن.

ألم يعرض عليكِ التمثيل ولا مرة من قبل؟

عُرض عليَّ من قبل، ولكن شعرت بالخوف فاعتذرت على الفور، وشعرت بالخوف من الفشل حيث إنني مطربة ناجحة ولا أحب أن أكون ممثلة فاشلة.

انفصلت عن زوجك ووالد أطفالك بعد زواج دام 12 عاماً، فكيف استطعت أن تحافظي على علاقتك به جيدة؟

 قد يعود ذلك للأصل والتربية من الطرفين ليس منّي أو منه فقط، والنصيب انتهى بينا إلى هذه النقطة ولا يمكن أن أفرض علاقة جيدة على شخص لا يريد ذلك.

استطاع كلانا أن نكون جيدين بما فيه الكفاية من أجل أولادنا، ولا يمكن أن أجعله بعيداً عن أولادي أو علاقتهم به سيئة بل على العكس، كان يجب أن تكون علاقتنا هكذا لكي يكبر أبناؤنا في بيئة صحية وجيدة.

إذا تلقيتِ تعليقاً غير لطيف على السوشيال ميديا، فكيف تتفاعلين معه؟

هذا السؤال معروف إجابته، ولكن سأقول لك كنت أغضب كثيراً في البداية ويمكن أن أبكي أيضاً، ولكن الآن لم أعد أصمت ولا أغضب أصبحت أرد على كل كومنت سيئ، خاصة أن الذين يوجهون تعليقات سيئة يرون أن مجرد كوني فنانة فالخطأ مستباح وممكن.

هذا أمر مرفوض؛ لأن من يفعل ذلك لا يعرفني من الأساس، وكل ما يريده يفعله بدون أصول أو قواعد.

هل استطعتِ أن تكوني صديقة لأولادك، خاصة أن ابنتك زينة في مرحلة المراهقة حالياً؟

أعرف أن الفرق ليس كبيراً، ولكن الحمد لله أنني استطعت أن أكون صديقة لابني زينة ومالك، وأنا أعتقد أن كل ما كانت الأم صديقة لأولادها كل ما ربحت الكثير من تلك العلاقة، فتجدين أن في الوقت الجاد يخافان منِّي وفي وقت اللعب والمرح يشعران وكأنني طفلة معهما.

تحميل المزيد