حذَّر سيد موسى كليم الفلاحي، الرئيس التنفيذي لبنك أفغانستان الإسلامي، إحدى أكبر مؤسسات الاقتراض في أفغانستان من أنَّ النظام المصرفي في بلاده على وشك الانهيار، وذلك بعد سيطرة طالبان على البلاد، إلى جانب تجميد واشنطن نحو عشرة مليارات دولار من الأصول، وذلك في تصريح له لشبكة بي بي سي البريطانية.
حسب تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 28 سبتمبر/أيلول 2021، فإن المسؤول الأفغاني أكد أن الصناعة المالية في بلاده تتعامل مع "أزمة وجودية" في ظل ذعر العملاء بعد سيطرة الحركة على البلاد الشهر الماضي، وتجميد الدول والوكالات الغربية أموال البلاد، رداً على ذلك.
إذ قال الفلاحي: "هناك عمليات سحب ضخمة تحدث في الوقت الحالي"، وأوضح أن "عمليات السحب فقط هي التي تحدث، ومعظم البنوك لا تعمل ولا تقدم خدمات كاملة".
بخصوص العقوبات الدولية، حذَّر الفلاحي من أنَّ تجميد الدول والوكالات الغربية للأموال يعني أنَّ أفغانستان ستتجه إلى الصين وروسيا طلباً للمساعدة.
كما صرح بهذا الخصوص قائلاً: "يبدو أنَّ الحوار بينهم سينجح عاجلاً أم آجلاً"، وقد أرسلت الصين بالفعل مساعدات إلى أفغانستان تحت قيادة طالبان، وتعهدت بتقديم عشرات الملايين من الدولارات.
جدير ذكره، أن الولايات المتحدة كانت قد جمَّدت ما يقرب من 9.5 مليار دولار من الأصول المملوكة للمصرف المركزي الأفغاني في الشهر الماضي، ويحتفظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بمعظم هذه الأموال.
من جانبه، قال صندوق النقد الدولي، الشهر الماضي، إنَّ أفغانستان لم تعد قادرة على الوصول إلى مواردها، كما أعلن البنك الدولي أنه سيوقف مؤقتاً تمويل المشروعات هناك.
في حين دعت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إلى وجوب الإفراج عن الأصول الأفغانية المُجمَّدة لتجنب "انكماش اقتصادي حاد".
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه طالبان، منذ توليها السلطة، أزمات اقتصادية طاحنة، وتعرضت لضغوط بشأن قضايا تتراوح من تعليم الإناث إلى مزاعم عن أعمال انتقامية ضد مسؤولين سابقين وغيرهم ممن كانوا على صلة بالحكومة السابقة.
يوم الأحد 26 سبتمبر/أيلول 2021، دعت حكومة أفغانستان إلى استئناف رحلات الطيران الدولية، متعهدة بالتعاون الكامل مع شركات الطيران، منوهة إلى أن المشكلات في مطار كابول تم حلها.
حيث قالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان، إن "تعليق الطيران الدولي ترك العديد من الأفغان عالقين بالخارج، ومنع العديد من الناس من السفر للعمل أو الدراسة".
الوزارة أوضحت أنه "مع حل جميع المشكلات في مطار كابول الدولي، وبعد أن أصبح المطار قابلاً للتشغيل بشكل كامل للرحلات الداخلية والدولية تطمئن طالبان حلفاءها بشأن تعاونها الكامل".
فيما تأتي تلك الخطوة في ظل تكثيف الحكومة الجديدة جهودها لفتح البلاد مرة أخرى، وكسب قبول دولي في أعقاب سقوط الحكومة المدعومة من الغرب الشهر الماضي.