كان جيسي بوميروي أصغر قاتل متسلسل في تاريخ أمريكا، إذ بلغ عمره 14 عاماً عندما أُدين بجريمة قتل من الدرجة الأولى في ولاية ماساتشوستس الأمريكية في عام 1874، ورغم صغر سنه، اتّسمت جرائمه بالعنف الشديد والدموية.
طفولة أصغر قاتل متسلسل في تاريخ أمريكا
هذا الطفل المجرم عاش طفولة صعبة أذاق منها من حوله. ففي طفولته المبكرة تعرَّض للتنمر في المدرسة بسبب عيب خلقي وندوب أصيب بها في حدقة عينه اليمني عند الولادة، ما جعلها مغطاة بطبقة بيضاء سميكة، كما تعرض للضرب بوحشية في المنزل.
في الحقيقة جزئية الضرب لا تزال محل جدل، ففي حين تؤكد مصادر أنَّه وشقيقه الأكبر، تشارلز، نشآ نشأة طبيعية عادية، تقول مصادر أخرى نقل عنها موقع All That's Interesting الأمريكي إن والده الذي كان أحد قدامى المحاربين في الحرب الأهلية، كان مسيئاً، ويجبره على خلع ملابسه وضربه بالسوط.
يدعي جار لعائلة جيسي أنه رآه يطعن قطة حتى الموت وألقى بها في النهر حينما كان عمره 5 سنوات، بينما كان يرى مدرسوه أنه شخص "غريب ويصعب التعامل معه"، وكانت طفولته وحيدة إلى درجة كبيرة انعزل فيها على قراءة الروايات.
ببلوغ جيسي عمر الـ13 عاماً بدأ في عنفه ضد الأطفال الصغار بالضرب والاعتداء الجنسي، إذ كان السفاح الصغير يستدرج الأطفال الأصغر منه سناً بتقديم الحلوى ويأخذهم إلى مناطق بعيدة، حيث يعتدي عليهم ويشوه وجوههم وأعضاءهم التناسلية بسكين ودبابيس.
وعندما بدأت أخبار الطفل السفاح تنشر في الصحف المحلية، ونشرت صحيفة The Boston Globe أوصاف الفتى المعتدي، أدركت الأم أن الأوصاف تنطبق على ابنها، فانتقلت بهدوء إلى ولاية أخرى (جنوب بوسطن)، وحتى هناك لم يتوقف عن عنفه، بل على العكس زاد هوسه بالعنف.
إذ ارتكب اعتداء بتعذيب طفل على الشاطئ، وضرب وتعذيب طفل آخر ما تسبب في إيداعه بمؤسسة إصلاحية عام 1873.
وقد عرف بشأن هذا السفاح، عندما أخبر أحد الضحايا السلطات أنَّ الجاني كان لديه عين بيضاء تشبه الرخام، وهو ما قاد سريعاً إلى جيسي بوميروي البالغ من العمر حينها 13 عاماً.
ونظراً لصغر عمره، قضت المحكمة بإيداعه في مؤسسة إصلاحية حكومية لمدة 6 سنوات، ثم استطاعت والدة بوميروي الحصول على إطلاق سراح مشروط لابنها في غضون أشهر، لكن تداعيات هذا الإفراج كانت مأساوية ومروّعة في 18 مارس/آذار 1874.
فحتى بعد إطلاق سراحه لم تتوقف جرائمه المرتكبة ضد الأطفال، إذ وجدت الشرطة طفلاً يبلغ من العمر 4 سنوات برأس مقطوع، ثم جثة فتاة عمرها 10 سنوات متحللة في قبو متجر، وفق موقع CBS News الأمريكي.
وقد كشف أمره لأن الفتاة التي اختفت كان آخر مكان شوهدت فيه هو متجر والدة السفاح الصغير، وبعد 5 أسابيع من بحث الشرطة، اُكتشفت بصمات حذائها بجوار جثة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات بينما كانت ملقاة على الشاطئ، هنا عادت الشرطة لاستجواب جيسي، وكان هناك آثار خدوش على جلده وبقع دماء على ملابسه.
ساءت الأمور بعد أن اضطرت روث إلى بيع متجرها لحاجتها الماسة إلى المال بعد اعتقال ابنها، إذ اكتشف المستأجرون الجدد جثة متحلّلة في قبو المتجر، واعترف بوميروي بارتكابه هذه الجريمة أيضاً.
بعد وقت قصير من إتمامه 15 عاماً في 9 ديسمبر/كانون الأول 1874، بدأت محاكمته على الرغم من رفض هيئة المحلفين حجة الجنون التي تذرّع بها دفاع المتهم، كما قدَّمت توصية بالرحمة لصغر عمره، لكن القاضي عارض بشدة وحكم عليه بالإعدام.
رفض مكتب حاكم الولاية التصديق على الحكم. وبعد عامين، صوَّت مجلس الولاية عام 1876 على تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة في زنزانة انفرادية، ثم أُرسل الشاب البالغ من العمر حينها 16 عاماً إلى السجن في ولاية ماساتشوستس في 7 سبتمبر/أيلول 1876.
وعلى مدى الـ50 عاماً التالية، حاول جيسي بوميروي الهروب من السجن ما لا يقل عن 12 مرة دون جدوى. لذا، قضى وقته في نهاية المطاف في تعلّم عدة لغات وكتابة الشعر وزُعم أنَّه كان يستثمر في سوق الأوراق المالية، وفي 29 سبتمبر/أيلول 1932 وافته المنية إثر أزمة قلبية.
لم يظهر حتى يومنا هذا سوى شخص واحد، يُدعى كريج برايس، استطاع منازعة بوميروي في لقب أصغر قاتل متسلسل في أمريكا، إذ قتل برايس ضحيته الأولى في عام 1987 وهو في عمر 13 عاماً، ثم قتل شخصين آخرين في عمر 15 عاماً قبل إلقاء القبض عليه، وقد أمضى هذا القاتل 59 عاماً في السجن والمؤسسات الإصلاحية الحكومية، وكانت هذه أطول فترة احتجزت فيها أمريكا شخصاً وراء القضبان.
قد يهمك أيضاً: يهاجم منازل معارفه، يقتل الرجال ثم يغتصب زوجاتهم.. القاتل المتسلسل الذي أرعب ولاية مونتانا الأمريكية