دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء 28 سبتمبر/أيلول 2021، الأوروبيين إلى التخلي عن السذاجة واستخلاص العبر من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وباريس توتراً بسبب أزمة الغواصات.
جاءت تصريحات ماكرون في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكي، تعليقاً على انسحاب أسترالياً من عقد شراء غواصات فرنسية لصالح أمريكا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ماكرون قال إنه "حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتد أحياناً، فإن إبداء ردّ فعل أو إثبات أن لدينا نحن أيضاً القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا".
الرئيس الفرنسي وعلى الرغم من وصفه لأمريكا بـ"الصديق التاريخي الكبير، والحليف القديم"، فإنه قال: "لكن لا بد لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر من عشر سنوات تركز الولايات المتحدة جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادي".
أضاف ماكرون: "هذا من حقهم إنها سيادتهم الخاصة، لكننا سنكون هنا ساذجين، أو سنرتكب خطأً فادحاً إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا".
اعتبر ماكرون أيضاً أنه "بروح البراغماتية ذاتها (للولايات المتحدة) والوضوح ذاته، علينا كأوروبيين تحمل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة. هذا ليس بديلاً عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمل مسؤولية هذه الركيزة الأوروبية في إطار الحلف الأطلسي".
رأى ماكرون أن المطلوب من أوروبا أن تتحمل مسؤولية أكبر في حماية نفسها، وقال إن "هذا مشروع، ويعود الأمر لنا في تنفيذه".
تأتي تصريحات ماكرون في وقت تشهد فيه العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة حالياً أزمة دبلوماسية، بعد الإعلان في 15 سبتمبر/أيلول 2021، عن شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ما أدى إلى فسخ عقد ضخم لبيع أستراليا غواصات فرنسية.
شراكة فرنسية يونانية
في السياق ذاته، أعلن ماكرون اليوم الثلاثاء، عن شراكة استراتيجية "أكثر عمقاً" مع اليونان، للدفاع عن المصالح المشتركة للبلدين، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
ماكرون أوضح أن اليونان "ستشتري ثلاث فرقاطات من فرنسا، في إطار شراكة استراتيجية أكثر عمقاً بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط"،
وأضاف أنّ هذا الاتفاق يمثل "أول خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبية".
اعتبر ماكرون أن قرار أثينا شراء السفن وهي من طراز بيلارا "مؤشر ثقة" في صناعة الدفاع الفرنسية، في وجه منافسة، وخصوصاً من مجموعة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، وفق تقارير صحفية.
من جهته، قال رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس: "إنه يوم تاريخي لليونان وفرنسا"، حيث قررتا تحديث تعاونهما الدفاعي الثنائي، وأضاف أن الاتفاق يتضمن "دعماً مشتركاً" و"تحركاً مشتركاً على كل المستويات"، دون الكشف عن أي تفاصيل مالية متعلقة بالعقد.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الصفقة تنطوي على خطر إثارة التوتر في شرق البحر المتوسط، قال ماكرون إن الاتفاق لا يستهدف دولة على وجه التحديد، وإنما يركز على اليونان لوجوب حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.