قبل تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي ببطولة "كوبا أمريكا" رفقة منتخب التانغو، كانت الحجة الأبرز التي يسوقها المعترضون على تصنيفه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم هي أنه لم يحقق لقباً رفقة منتخب بلاده، كما فعل مارادونا وبيليه وحتى كريستيانو رونالدو. باعتقادي وبغض النظر عن التتويج مع منتخب بلاده من عدمه، يستحق ليونيل ميسي لقب الأفضل في التاريخ لما قدمه مع نادي برشلونة ومنتخب الأرجنتين وكرة القدم بشكل عام، حتى قبل التتويج ببطولة "كوبا أمريكا" الأخيرة 2021.
Greatest of All Time أو أعظم لاعب على مر عصور كرة القدم، في كل سنة وعلى مدار 20 سنة، يثبت ليونيل ميسي أنه أعظم لاعب مر على تاريخ كرة القدم، ورغم أن الكثير كان يتحجج بأنه لم يفز بلقب كبير مع المنتخب الأرجنتيني، ورغم وصوله لأربع نهائيات متتالية لبطولة كوبا أمريكا ونهائي كأس عالم 2014، إلا أن الحظ عانده فيها جميعاً، لكن وأخيراً وفي صيف 2021 كرة القدم تنصف ميسي ويفوز بلقبه الأول مع المنتخب الأول للأرجنتين ويحقق حلمه، ويُسكت الكثير ممن انتقده بسبب عدم تحقيق لقب كبير مع منتخب بلاده.
كسر رقم بيليه
منذ 50 سنة لم يستطع أي لاعب في قارة أمريكا الجنوبية كسر رقم بيليه كأفضل هداف للقارة، وبفضل الهاتريك الأخير لميسي ضد بوليفيا تصفيات كأس العالم 2022 استطاع تحطيم هذا الرقم بعد صمود نصف قرن من الزمن، وبهذا الهاتريك استطاع:
- تحطيم رقم بيليه كأكثر لاعب يسجل أهدافاً في تاريخ منتخبات أمريكا الجنوبية بـ79 هدفاً.
- تجاوز صديقه لويس سواريز وأصبح الهداف التاريخي لتصفيات كأس العالم عن قارة أمريكا الجنوبية بـ26 هدفاً.
- هدفه الثاني كان الهدف رقم 750 في مسيرته الكروية.
- وصل إلى الثنائية رقم 200 في تاريخه.
- وصل إلى الهاتريك رقم 55 في مسيرته الكروية.
- الأكثر تسجيلاً في تاريخ قارة أمريكا الجنوبية متخطياً بيليه.
مقارنة كريستيانو ميسي
رغم أنني لا أميل للمقارنة أصلاً بين رونالدو وميسي، لأن هذه المقارنة هي صنيعة إعلامية بحتة لتسليط الأضواء على الدوري الاسباني سابقاً عندما كانا يلعبان في الليغا.
بالنسبة لي الفارق واضح وجلي، فميسي موهوب بالفطرة ويحسن التسجيل، المراوغة، التمرير، تسديد الكرات الثابتة، أما رونالدو فيحسن التسجيل وفقط، فإذا لم يسجل لن يكون هو أفضل لاعب في المباراة.
أما ميسي، فلم يسجل في عديد المباريات لكنه كان أفضل لاعب لأنه يقدم الكثير في الملعب لزملائه سواء بالتمريرات الحاسمة أو بفتح المساحات من خلال المراوغات، رونالدو قد يكون من أعظم الهدافين في العالم، أما ميسي فهو أفضل لاعب لأنه متكامل من كل النواحي التي ذكرناها سابقاً.
ورغم كل هذه الفوارق بين اللاعبين، فالأرقام أيضاً تصب في مصلحة "البرغوث" وتثبت أن ميسي يتفوق على البرتغالي رونالدو وبمسافة شاسعة، أولاً من ناحية الكرات الذهبية، فميسي يتفوق بـ6 كرات ذهبية و5 لرونالدو، وأيضاً يتفوق في جائزة الحذاء الذهبي بحصده 6 مرات مقابل 4 لرونالدو.
أما بخصوص معدلات التسجيل والتمريرات فتصب في مصلحة ميسي، وهذا ما تؤكده الأرقام الخاصة بإحصائيات يورو 2016 التي فاز بها المنتخب البرتغالي بقيادة رونالدو وكوبا أمريكا 2021 التي حصدها ميسي للأرجنتين.
- بطولة اليورو 2016
الهداف: أنطوان جريزمان (6 أهداف)
أفضل صانع ألعاب: هازارد (4 أسيستات)
أكثر من ساهم بأهداف: جريزمان (6 مساهمات)
أفضل لاعب في البطولة: جريزمان
رونالدو لم يحقق أي جائزة فردية
- بطولة كوبا أمريكا 2021
الهداف: ليونيل ميسي (4 أهداف)
أفضل صانع ألعاب: ليونيل ميسي (5 أسيست)
أكثر من ساهم بأهداف: ميسي (9 مساهمات)
أفضل لاعب في البطولة ميسي
هنا يكمن الفارق بين ميسي الذي اكتسح كل الجوائز الفردية، بينما رونالدو لم يستطع الفوز ولو بجائزة واحدة.
كأس العالم 2022
ميسي، دي ماريا، أوتامندي، هؤلاء هم أكبر اللاعبين عمراً ونضجاً في المنتخب الأرجنتيني، أما باقي عماد الفريق فمن الشباب؛ كدي بول، وديبالا، ولاوتارو، ولو سيلسو، وباريديس ويقودهم المدرب سكالوني.
لذا أعتقد أن المنتخب الأرجنتيني، وبعد فك العقدة والنحس في كوبا أمريكا في البرازيل 2021، صار مرشحاً للعب الأدوار الأولى في كأس العالم قطر 2022.
لماذا الأرجنتين؟
فريق متكامل من ناحية الخبرة والشباب، فريق يمتلك لاعبين مميزين وحارساً فذاً كان مساهماً بشكل كبير في فوز الأرجنتين بلقب كوبا أمريكا، بتصديه لضربات الترجيح أمام كولومبيا في نصف النهائي، وحتى في مباراة النهائي كانت له مساهمات واضحة، وتصدى لعديد الفرص البرازيلية، وهذا ما كان ينقص منتخب الأرجنتين، حارس حاسم.
المدرب سكالوني رغم أنه لا يمتلك خبرة كبيرة استطاع في ظرف وجيز بناء فريق قوي والمزج بين الخبرة والشباب بعد النكسات التي عرفتها بلاد الفضة مع سامباولي في كأس العالم 2018، ستكون الفرصة مواتية لهؤلاء النجوم لكتابة التاريخ، لأنها ستكون فرصتهم الأخيرة قبل الاعتزال الدولي لقول كلمتهم وبقوة في قطر 2022 ولمَ لا الفوز بكأس العالم.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.