قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، إن أحد أكثر رجال العصابات شهرة في الهند قُتِل بالرصاص في قاعة محكمة في دلهي، بعدما تنكر أفراد عصابة منافسة في ملابس محامين وفتحوا النيران عليه.
حيث وقع إطلاق النار في أثناء دخول جيتندرا معان، الملقب بغوجي، الذي كان في السابق أحد أكثر المجرمين المطلوبين، إلى المحكمة بسبب اتهامات بالقتل والابتزاز. وبحسب مسؤولين، ردَّت الشرطة بإطلاق النار؛ مما أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين.
عصابة سيئة السمعة
كان غوجي (30 عاماً)، يدير عصابة جيتندرا غوجي سيئة السمعة، التي تورطت في عدة قضايا، من ضمنها القتل والاختطاف والابتزاز والاستيلاء على الأراضي. وعلى مدى سنوات، كان متورطاً أيضاً في نزاع مع مجموعة أخرى، وهي عصابة "تيلو غانج"، وأدى التنافس إلى عدد من عمليات إطلاق النار المميتة، بحسب الشرطة.
أثار الحادث مخاوف جدية بشأن الإجراءات الأمنية المعمول بها في محاكم دلهي، وتساءل كثيرون عن كيفية تمكن الرجال من اقتحام مجمع محاكم روهيني حاملين أسلحة.
من جانبه قال المحامي ساتيانارايان شارما لوكالة Agence France-Presse، إنَّ معظم الدعاوى تُنظَر عبر الإنترنت، بسبب القيود المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وكان عدد قليل من الأشخاص حاضرين في قاعة المحكمة وقت إطلاق النار.
في المقابل دعت شارما، التي كانت حاضرة بالمحكمة في قضية مختلفة، إلى إجراء تحقيق شامل في هذا الخطأ الأمني.
قتل المهاجمين
في سياق متصل قال مفوض شرطة دلهي، راكيش أستانا، إنَّ الضباط المرافقين لغوجي تصرفوا بسرعة وقتلوا المهاجمين. وتُظهِر اللقطات التي صوَّرتها كاميرات المبنى ضباط شرطة خارج قاعة المحكمة يهبّون للرد عند سماع طلقات نارية. وذكرت وسائل إعلام هندية أنه إضافة إلى الثلاثة الذين قُتلوا، أصيب محامٍ.
كما أشار أستانا إلى أن الإجراءات الأمنية في المحكمة، لاسيما عمل أجهزة الكشف عن المعادن، تخضع للتحقيق.
في المقابل، يبدو أنَّ التنافس بين غوغي وعصابة تيلو- التي يديرها الزعيم المسجون سونيل تاجبوريا الشهير باسم تيلو- يعود إلى حين كانوا طلاباً في جامعة دلهي.
كان غوجي يشعر بالمرارة على ما يبدو، لأنَّ تيلو ورفاقه قد ضربوا صديقه في الانتخابات الطلابية في عام 2010، وفقاً لصحيفة Hindustan Times. ويُزعَم أنَّ الخلاف تصاعد في عام 2012، حين أطلقت عصابة غوجي النار على أحد أصدقاء تيلو؛ مما أدى إلى سنوات من الحرب التي اندلعت بجميع أنحاء العاصمة. واستمرت العصابتان في إدارة عمليات ابتزاز عبر دلهي.
الفرار من حجز الشرطة
فيما أُلقي القبض على غوجي في مارس/آذار 2020، بعد فراره من حجز الشرطة والتملص من السلطات لمدة أربع سنوات. وقالت الشرطة لوسائل الإعلام في ذلك الوقت، إنَّ ما لا يقل عن 10 فرق من فرع الجريمة وخلية خاصة في دلهي تسعى لاعتقاله. وقد تمكن من الفرار أثناء نقله إلى جلسة استماع بالمحكمة في هاريانا. وحسبما ورد، عُرِضَت مكافأة تزيد على 5000 دولار لاعتقاله.
رداً على أسئلة حول الترتيبات الأمنية في المحكمة يوم الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، قال مفوض الشرطة أستانا لقناة NDTV: "السؤال حول ما إذا كانت أجهزة الكشف عن المعادن لا تعمل في مبنى المحكمة محل تحقيق؛ لذا لا يمكنني التعليق على ذلك في الوقت الحالي. نحن نحقق بالفعل في القضية ولن نستثني أي شخص متورط في تبادل إطلاق النار هذا. لن يفلت أحد".