أدلة تكشف التجسس على هاتف آلاء الصديق 5 سنوات! أصدقاؤها غابوا عن جنازتها خوفاً من تصويرهم سراً

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/24 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/24 الساعة 20:05 بتوقيت غرينتش
الناشطة الحقوقية الراحلة آلاء الصديق/مواقع التواصل

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، أنه عندما عُرِضَ جثمان الناشطة الإماراتية آلاء الصديق ذات الـ33 عاماً، والتي تُوفِّيَت في حادث سيرٍ بأكسفورد في يونيو/حزيران 2021، على المعزين في مسجد ريجنت بارك، ظلَّ عددٌ من أصدقائها المُقرَّبين بعيداً عنها. 

لقد أرادوا تجنُّب رؤيتها؛ خوفاً من أن يتم تصوير المسجد سراً، وأن ارتباطهم بالناشطة والباحثة قد يكون خطيراً على أنفسهم أو على عائلاتهم في الإمارات. 

اشتباه في قتل الناشطة

قال أحد الأصدقاء المُقرَّبين لصحيفة The Guardian البريطانية: "دخلت لرؤيتها ولإخبارها بأن هؤلاء الأشخاص كانوا بالخارج وأنني هناك نيابةً عنهم. كان مؤلماً جداً ألا يكون لك الحق البسيط في الوجود معها أو توديعها". 

لم يُشتبَه في أيِّ خطأ بوفاة آلاء، التي حدثت بعد تصادم سيارتين أُصيبَ فيه أشخاصٌ من كلتيهما. 

لكن الآن، بعد ثلاثة أشهر من وفاتها، ظهرت أدلةٌ جديدة حول حملةٍ مُكثَّفة وواسعة النطاق لمراقبة آلاء الصديق، التي شغلت منصب المديرة التنفيذية لمنظمة القسط غير الربحية المدافعة عن حقوق الإنسان في الإمارات والمنطقة العربية. 

إذ وجد فحصٌ أجراه باحثون بمختبر Citizen Lab متعدِّد التخصُّصات، بجامعة تورونتو، لأجهزة آلاء -وكان فحصاً يتتبَّع استخدام برامج التجسُّس ضد النشطاء والصحفيين- أنه من المُرجَّح أن تكون أجهزتها قد اختُرِقَت من قِبَلِ عميلٍ حكومي لمجموعة NSO الإسرائيلية لبرامج التجسُّس، بدءاً من العام 2015، عندما كانت آلاء تعيش في قطر، وحتى العام 2020 حين انتقلت إلى لندن. وهذه هي المرة الأولى التي يؤكِّد فيها مختبر Citizen Lab النتائج التي توصَّل إليها. 

العيش في أمان

تمثِّل القضية نموذجاً لاتجاهٍ مثيرٍ للقلق لدى النشطاء مثل آلاء الصديق، التي هربت من الإمارات للعيش في أمانٍ نسبي بالمملكة المتحدة، لكنها لم تكن بعيدةً عن مُتناوَل برنامج بيغاسوس، الذي تنتجه شركة NSO. 

عندما تستخدم الحكومات برامج التجسُّس لإصابة الهاتف، يمكن لـ"بيغاسوس" مراقبة المحادثات وقراءة الرسائل النصية والاطلاع على الصور ورسائل البريد الإلكتروني، ويمكنه تحويل الهاتف المحمول إلى جهاز استماعٍ عن بُعد. 

من جانبها قالت شركة NSO إن برامج التجسُّس الخاصة بها تهدف إلى استخدامها من قِبَلِ الحكومات ووكالات إنفاذ القانون للتحقيق في الجرائم الخطيرة، وليس لاستهداف الصحفيين والنشطاء. 

جدير بالذكر أنه في العام 2020، بعد وقتٍ قصير من علمها أن هاتفها تعرَّضَ للاختراق، أجرت آلاء الصديق مقابلةً، مستخدمةً اسماً مستعاراً، مع المخرجة لورا بويتراس والباحثين بمجموعة Forensic Architecture البحثية في لندن، والتي قامت بدراسة شركة NSO. 

حيث شورِكَت المقابلة مع صحيفة The Guardian بعد أن مُنِحَت مجموعة Forensic Architecture الإذن بمشاركة تسجيلٍ لتعليقاتها مع أقرب أقرباء آلاء. وفي المقابلة، وصفت الناشطة كيف جعلها بحثها، الذي تضمَّن توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ضد السجناء والمعتقلين في دول الخليج، هدفاً لهذه الدول على الأرجح. 

كذلك فقد قالت: "هذه مواضيع حسَّاسة للغاية في بلدي. إنهم يعتبرونها جريمة ضد الحكومة". والأهم من ذلك هو أنها كانت قلقةً بشأن احتمالية كشف الأشخاص الذين اكتسبت ثقتهم والذين كانوا يساعدونها في بحثها. 

تحميل المزيد