قال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، الخميس 23 سبتمبر/أيلول 2021، إن عدة لجان بالكونغرس سوف تحقق في ضربة بطائرة مُسيرة قتلت عشرة مدنيين بأفغانستان في شهر أغسطس/آب 2021، لتحديد الخطأ والرد على تساؤلات حول الاستراتيجية المستقبلية لمكافحة الإرهاب.
أضاف شيف للصحفيين: "هذه قضية ستبحثها عدة لجان، وقد بدأنا ذلك بالفعل".
في المقابل فقد سبق أن اعتذر الجيش الأمريكي عن الهجوم الذي وقع في كابول يوم 29 أغسطس/آب وأودى بحياة ما يصل إلى عشرة مدنيين، بينهم سبعة أطفال، ووصفه بأنه "خطأ مأساوي".
هجوم في كابول
كانت وزارة الدفاع (البنتاغون) قد قالت إن الهجوم استهدف مفجراً انتحارياً تابعاً لتنظيم الدولة الإسلامية كان يمثل تهديداً وشيكاً للقوات التي تقودها الولايات المتحدة، أثناء استكمال انسحابها من أفغانستان.
في المقابل فقد أثار فشل المخابرات أسئلة صعبة حول المخاطر المستقبلية، وما إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع رصد التهديدات القادمة من أفغانستان بعد رحيلها من هناك.
فيما قال شيف في اجتماع مع صحفيين نُظِم تحت رعاية صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور": "نحتاج إلى فهم الخطأ الذي حدث بالضبط وما يعنيه ذلك من حيث حدود ما يمكننا القيام به، لاسيما عندما ننتقل إلى استراتيجية التدخل السريع".
يشير تعبير "التدخل السريع" إلى جهود مكافحة الإرهاب من خارج أفغانستان مثل الضربات بطائرات مُسيرة من قواعد تقع على بعد 1000 ميل من أهدافها.
في حين يعزز مقتل المدنيين موقف منتقدي الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان والذي خلق أكبر أزمة في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جو بايدن حتى الآن.
لكن شيف أكد تأييده للانسحاب قائلاً: "لا يمكننا أن نحتل كل الأماكن. هناك خطر أكبر اليوم في مناطق أخرى بالعالم أكثر من أفغانستان".
انسحاب القوات الأمريكية
كذلك فقد سبق أن قال البنتاغون إن الضربة، التي وقعت يوم 29 أغسطس/آب 2021، بينما كانت القوات الأجنبية تستكمل مراحل انسحابها الأخيرة من أفغانستان، استهدفت مفجراً انتحارياً من تنظيم الدولة الإسلامية كان يمثل تهديداً وشيكاً لمطار كابول.
من جانبه قال الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية الأمريكية، للصحفيين: "وقت الضربة، كنت أثق بأنها جنبت قواتنا في المطار تهديداً وشيكاً". وأضاف: "تحقيقنا خلص الآن إلى أن الضربة كانت خطأ مأساوياً".
أضاف أنه يعتقد الآن أنه من المستبعد أن يكون هؤلاء الذين لقوا حتفهم ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية، أو كانوا يشكلون تهديداً مباشراً للقوات الأمريكية. وأضاف ماكينزي أن البنتاغون يبحث دفع تعويضات عن المدنيين القتلى.
في المقابل فقد أثار مقتل مدنيين، في هجوم شنته طائرة مسيرة متمركزة خارج أفغانستان، تساؤلات حول مستقبل الهجمات الأمريكية لمكافحة الإرهاب في البلاد، حيث توقف جمع معلومات المخابرات بشكل شبه كامل منذ الانسحاب في أغسطس/آب 2021، ويعزز تأكيد مقتل مدنيين موقف منتقدي الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة وإجلاء الحلفاء الأفغان، وهو الأمر الذي أثار أكبر أزمة حتى الآن لإدارة بايدن.