قالت ليز تروس، وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة، في مقال نُشر الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، إن الاتفاق الأمني الجديد الذي أبرمته بلادها مع أستراليا والولايات المتحدة يُبرهن على استعدادها "للتصلب" في الدفاع عن مصالحها، وذلك في الوقت الذي تتهم فيه فرنسا البلدان الثلاثة بـ"الغدر" و"الكذب" و"الإساءة إليها"، بينما وصفت البريطانيين بـ"الانتهازيين".
كان هذا الاتفاق قد أغضب فرنسا؛ إذ تخلت كانبيرا عن صفقة بمليارات الدولارات لشراء غواصات فرنسية، وأبرمت صفقة بديلة مع بريطانيا والولايات المتحدة. وأزعج ذلك الاتفاق أيضاً الصين، القوة الكبرى الصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
الوزيرة البريطانية كتبت في مقالها بصحيفة صنداي تليغراف "الأمر يتعلق بما هو أكثر من السياسة الخارجية من الناحية النظرية، لكنه يحقق إنجازاً للناس في بريطانيا وخارجها، بإقامة شراكة مع الدول ذات التفكير المماثل لبناء تحالفات قائمة على القيم المشتركة والمصالح المشتركة".
كما أضافت أن الاتفاق يبرز أيضاً التزام بريطانيا بالأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
باريس: هذا كذب والبريطانيون انتهازيون
في لقاء له مع قناة "فرانس24" تطرّق وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، السبت 18 سبتمبر/أيلول، إلى ما اعتبره "أزمة خطيرة"، بعد أن ألغت كانبيرا عقداً ضخماً مع باريس لتسلم غواصات منها.
وقد ندد لودريان بـ"كذب (…) وازدواجية (…) وتقويض كبير للثقة" و"ازدراء" من جانب حلفاء فرنسا.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن استدعاء سفيري فرنسا في كانبيرا وواشنطن راجع إلى "وجود أزمة خطيرة بيننا".
كما قال إن هذا الإجراء غير المسبوق في تاريخ العلاقات بين باريس وواشنطن "هو رمزي جداً، لقد حصل كذب، حصلت ازدواجية، حصل تقويض كبير للثقة، حصل ازدراء، لذا فإن الأمور بيننا ليست على ما يرام".
قبل أن يضيف قائلاً "استدعينا سفيرينا لمحاولة الفهم، ولنُظهر لبلداننا الشريكة منذ وقت طويل أننا نشعر باستياء كبير، وأن هناك فعلاً أزمة خطيرة بيننا".
بخصوص بريطانيا لم يُعر لودريان أهمية لإمكان استدعاء السفير في لندن، قائلاً "نعلم انتهازيتهم الدائمة"، في إشارة إلى البريطانيين، بعد بضعة أشهر من بريكست.
أستراليا تدافع عن نفسها
فقد قال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، الأحد، إنه ليس نادماً "على قرار يضع مصلحة أستراليا الوطنية أولاً".
موريسون أوضح أنه يتفهم خيبة أمل فرنسا إزاء تراجع بلاده عن إتمام الصفقة وإبرام صفقة بديلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، لكنه أوضح أن أستراليا بحاجة إلى حماية مصالحها.
وكانت قيمة الصفقة تقدر في 2016 بنحو 40 مليار دولار، ويعتقد أنها تُكلف أكثر من ذلك بكثير اليوم.
كما أضاف موريسون في إفادة صحفية "هذا الأمر طرح للنقاش مني شخصياً قبل أشهر، وواصلنا التحدث عن تلك الأمور عبر مسؤولين، منهم وزيرا الدفاع وآخرون".
مشيراً إلى أنه أبلغ فرنسا بالصفقة الجديدة في الساعة 8:30 مساء، يوم الأربعاء، ثم أعلنها هو وبايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت كانبيرا، يوم الخميس.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر دوتون، الأحد، إن أستراليا كانت "صريحة ومنفتحة وصادقة" مع فرنسا بشأن مخاوفها من صفقة شراء غواصات فرنسية.
فقد صرح دوتون لسكاي نيوز "ما قيل عن أن الحكومة الأسترالية لم تعلن عن المخاوف سلفاً يتحدى ببساطة وبصراحة ما هو موجود في السجلات العامة، وبالتأكيد ما قالوه علناً على مدى فترة طويلة من الزمن".
بينما أحجم عن الكشف عن تكلفة الصفقة الجديدة، وقال "لن يكون مشروعاً بتكلفة رخيصة".