نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول بارز في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن الوكالة ترصد مؤشرات مبكرة على أن مقاتلي القاعدة بدأوا يعودون إلى أفغانستان بعد تشتتهم من البلاد نتيجة جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية هناك.
إذ تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات بشأن الخروج من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، وسط مزاعم بعودة المتشددين والحركات "الإرهابية" للنشاط في أفغانستان بشكل يهدد الولايات المتحدة وحلفائها.
عودة مقاتلي القاعدة إلى أفغانستان
قال ديفيد كوهين، نائب مدير وكالة المخابرات المركزية، في مؤتمر: "بدأنا نرى بالفعل بعض المؤشرات على بعض التحركات المحتملة للقاعدة في أفغانستان. لكنها الأيام الأولى، وسنراقب ذلك عن كثب بالتأكيد".
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن التقدير الاستخباراتي الأمريكي الحالي، الذي يقول المسؤولون إنه قد يجري تعديله، هو أن تنظيم القاعدة سيستغرق ما بين سنة وسنتين لإعادة تشكيل القدرة على تهديد الولايات المتحدة.
في جلسة استماع في الكونغرس، الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن "القاعدة، من حيث قدرتها على شن هجمات على الوطن من أفغانستان، متدهورة إلى حد كبير، إلى درجة تقييمها حالياً بأنها لا تمتلك هذه القدرة".
انتقادات لطريقة الانسحاب الأمريكي
في اليوم الثاني لبلينكن في شهادته أمام الكونغرس، عارض التقارير التي تفيد بأن وزارة الخارجية زودت طالبان بقوائم بأسماء الأفراد الذين تريد الحكومة الأمريكية إجلاءهم، الأمر الذي عرّض حياتهم للخطر.
كما قال الوزير إن المسؤولين الأمريكيين، في حالات محدودة، قدموا بيانات إلى حراس نقاط التفتيش التابعة لطالبان لإدخال حافلات إلى مطار كابول. وقال إن تلك الحافلات عبرت نقاط التفتيش بأمان.
أضاف بلينكن أن ما يقرب من 100 مواطن أمريكي يرغبون في العودة إلى الولايات المتحدة لا يزالون في أفغانستان، وقدّر عدد المقيمين القانونيين الدائمين في الولايات المتحدة الذين يرغبون في المغادرة بـ"الآلاف".
فيما ميز أعضاء مجلس الشيوخ بين قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والطبيعة الفوضوية لهذا الانسحاب. واعترفوا بحجم جهود الإجلاء، لكنهم قالوا إن تنفيذها كان سيئاً.
إذ قال رئيس اللجنة، السيناتور بوب مينينديز (ديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي): "فعل الشيء الصحيح بطريقة خاطئة ينتهي بتحوله إلى شيء خاطيء".
"أخطاء فادحة" للجيش الأمريكي
بينما هاجم السيناتور تيد كروز (جمهوري عن تكساس) قرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالتخلي عن قاعدة بغرام الجوية وترك المعدات العسكرية التي سقطت الآن في أيدي طالبان. وقال: "سنرى دماء أمريكية تراق بسبب هذه الأخطاء الفادحة".
كما قال مسؤولون في الإدارة إن الانسحاب لم يترك لهم سوى عدد محدود جداً من الجنود لا يمكنه تأمين بغرام والعمليات في آن واحد في كابُول، ولذلك حولوا تركيزهم إلى المدينة ومطار كابُول.
بينما اعتبرت السيناتورة جين شاهين (ديمقرطية عن ولاية نيو هامبشاير) أن العوامل التي سبقت جهود الإخلاء كانت خطأ الإدارات الرئاسية المتعاقبة لكلا الحزبين.
قالت أيضاً: "لنتوقف عن نفاق من يتحمل المسؤولية. الكثير من الأشخاص يتحملون المسؤولية، وجميعنا نتشاركها".