تعهد مقاومون فلسطينيون ينتمون إلى فصائل عدة في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، بتقديم الحماية للأسيرين الفلسطينيين اللذين لا تزال إسرائيل تبحث عنهما، عقب فرارهما مع 4 أسرى آخرين (تم اعتقالهم مجدداً) من سجن جلبوع شديد الحراسة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته مجموعة من المقاومين في المخيم، وشددوا على دعم الأسرى ومساندتهم، وعدم تركهم وحدهم في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.
المقاومون الذين ظهروا ملثمين وبكامل سلاحهم، حذروا من أي اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين، مؤكدين أنهم سيتصدون له بكل قوة.
أضاف المقاومون أنه إذا دخل الأسيران اللذان لا يزالان فارين من سجن جلبوع فسيوفرون لهما الحماية، كما طالبوا بإعانة ومساندة هذين الأسيرين، اللذين تواصل قوات الأمن الإسرائيلية مطاردتهما.
كان 6 أسرى نجحوا، الإثنين الماضي، في الفرار من سجن "جلبوع"، مستخدمين نفقاً حفروه من داخل زنزانتهم إلى خارج السجن؛ ما شكل إحراجاً كبيراً للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
لكن يوم الجمعة الفائت تمكنت قوات الاحتلال من إلقاء القبض على 4 أسرى، هم القيادي السابق في كتائب "شهداء الأقصى" زكريا الزبيدي، ومحمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، في حين لا يزال الأسيران مناضل النفيعات وأيهم كممجي طليقين.
كذلك حمّل المقاومون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وطالبوا بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزين.
يأتي ذلك، بينما سادت شكوك خلال الأيام الماضية في أن الأسرى الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن جلبوع، قبل أيام، سيختبئون في مخيم جنين؛ باعتبار أنهم سيجدون حاضنة فيه كون أن المخيم مسقط رأس أحدهم، وجميعهم ينتمون لمحافظة جنين، وترافق ذلك مع تلويح باقتحام المخيم للقبض عليهم.
في سياق متصل، دعت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، مساء أمس السبت، إلى إضراب شامل اليوم الأحد، دعما للأسرى، ورفضاً للانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
حثت تلك القوى (تمثل كافة الفصائل في جنين) على الالتزام بالإضراب وتكثيف كل أشكال المقاومة والتصدي بالتظاهر في كافة المواقع، والمواجهة الشاملة على نقاط التماس مع الاحتلال.
كذلك نددت في بيان مشترك بالانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسرى، مطالبة بتوفير الحماية الدولية لهم.
كانت إسرائيل قد فرضت إجراءات عقابية بحق الأسرى، بينها اقتحام السجون والتنكيل بالمعتقلين وضربهم، ونقلهم إلى سجون أخرى.
يُذكر أن محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة الناصرة مددت أمس السبت اعتقال الأسرى الفلسطينيين الأربعة المعاد اعتقالهم عقب هروبهم من سجن "جلبوع"، حتى 19 سبتمبر/أيلول الجاري.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الخاصة إن الشرطة تشتبه في أن الأسرى الفلسطينيين الأربعة خططوا لعمل "إرهابي خطير"، وفق تعبيرها، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 15 عاماً.
أشارت الصحيفة أيضاً إلى أنه "إضافة إلى اتهامهم بالفرار من السجن، قد يتم توجيه الاتهام إليهم أيضاً بمساعدة وتحريض الآخرين على الهروب من الحجز القانوني، الذي يعاقب عليه بالسجن لمدة قد تصل إلى 20 عاماً".