أقدم شاب تونسي، السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، على إضرام النار في جسده بالشارع الرئيسي للعاصمة (الحبيب بورقيبة)، قرب مقر وزارة الداخلية، وعلى بُعد أمتار من دوريات أمنية تحيط بالمكان.
بحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"الأناضول"، فقد أضرم الشاب النار في جسده، قبل أن يتدخل أعوان أمنٍ ومواطنون لإطفائه، ثم نُقل بسرعة إلى مستشفى الحروق البالغة بمحافظة "بن عروس" (جنوب العاصمة).
من جهته، قال مصدر بمستشفى "بن عروس" (خاص بحوادث الشغل والحرائق)، لـ"الأناضول"، متحفظاً على ذكر اسمه، إن "المصاب تعرض لحروق من الدرجة الثالثة، وحالته خطيرة، وسيولى العناية الطبية المناسبة".
بحسب مقاطع فيديو وصور نشرها ناشطون على فيسبوك، أثار الرجل حالة من الهلع والفوضى بإشعال النار في جسده، ثم السقوط والوقوف مجدداً، رافقتها محاولات رجال أمن لإطفائه بمساعدة مارة، دون أن تكشف وزارة الداخلية أو الصحة على الفور عن هويته أو أسباب إقدامه على ما فعله.
أعادت الحادثة إلى الأذهان صورة حرق محمد البوعزيزي، نفسَه، أمام مقر محافظة سيدي بوزيد (وسط)، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، ما كان سبباً لاحقاً لانفجار ثورة تونس التي عمت أرجاء البلد، وأنهت حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، في 14 يناير/كانون الثاني 2011، بعد نحو 23 سنة من حكمه.
في المقابل شهدت تونس أيضاً قبل أسبوع، حادثاً مماثلاً، إذ توفي ناجي الحفيان (26 عاماً)، وهو من جرحى الثورة في تونس بعدما أضرم النار في نفسه؛ احتجاجاً على نقص المساعدة الحكومية. وقال والده إن "الظلم والتهميش هما ما دفعا ابني إلى إنهاء حياته".
كان الحفيان عاطلاً ولديه الحق نظرياً في تعويض مالي وامتيازات أخرى؛ لكونه من بين "جرحى" الثورة. وأصيب ناجي الحفيان خلال الثورة، برصاصة في الرأس وكان يبلغ حينها 16 عاماً، وكان يقيم في حي الانطلاقة الشعبي بتونس العاصمة.
في سياق متصل، قال شهود إن الرجل وصل إلى الشارع مصحوباً بآخر أصغر سناً، وأضاف أنّهما حاولا جذب انتباه صحفيين كانوا في المكان لتغطية وقفة احتجاجية، قبل أن يصب الرجل مادة مشتعلة على جسده ثم يضرم النار بولاعة.