تمتلئ شبكات التواصل الاجتماعي بمشاهير مؤثرين، بعضهم قرر ترك دراسته من أجل التفرغ لصناعة المحتوى، وعلى الرغم من أن قراراً كهذا يصيب معظم الآباء والأمهات بصدمة، فإنه بالنسبة لبعض المراهقين المحظوظين يُعد خياراً جيداً، إذ يجنون من المحتوى الخاص بهم الملايين، بل ويساعدون والديهم على تغطية تكاليف الحياة.
صحيفة The Sun البريطانية تحدثت في تقرير نشرته الخميس 9 سبتمبر/أيلول 2021، عن عدد من المشاهير الذين تفرغوا لصناعة المحتوى على حساب إكمال دراستهم، ومن بينهم براندون بي، أحد نجوم وسائل التواصل ويبلغ من العمر 22 عاماً، وقد ترك تعليمه ولديه الآن أكثر من 4 ملايين مشترك.
براندون قال للصحيفة: "كنت في الكلية ولم يكن الأمر مناسباً لي على الإطلاق، كان الأمر أشبه باتفاق متبادل بيني وبين كليتي بأنني لم أكن مناسباً للتعليم".
ترك براندون الكلية وتفرغ للعمل مع صانعَي محتوى اليوتيوب وودي وكليني، اللذين قدما له كل الإلهام لقناة تيك توك الخاصة به، والتي بدأها في بداية فترة الإغلاق، عندما ترك عمله في شركة الإنتاج بسبب وباء كورونا.
أشار براندون إلى أنه قرر خلال فترة الإغلاق أن يصنع وينشر فيديو جديداً كل يوم، مشيراً إلى أنه مع نهاية فترة الإغلاق فقط كان لديه مليون متابع.
مغني راب مليونير
على نحو مشابه لبراندون، خاض صانع محتوى اليوتيوب أولاجيد أولاينكا ويليامز، المعروف بـ KSI المخاطرة، وقرر ترك الدراسة من أجل صناعة المحتوى، وتحول إلى مغني راب مليونير.
بحلول سن الثانية والعشرين، كان ويليامز قد اشترى منزل والديه، وسدد ديونهما واشترى سيارة لامبورغيني، وكان هذا كله بعد تركه الجامعة، بسبب يأس والديه النيجيريين.
قال ويليامز: "ظللت أخبر والدي بأن الكلية ليست مناسبة لي، وكانوا يقولون لا، أنت بحاجة للذهاب إلى الجامعة".
لدى ويليامز الآن أكثر من 34 مليون مشترك، وأكثر من 8 مليارات مشاهدة فيديو عبر قناتيه على يوتيوب، وفي عام 2019، احتل المرتبة الثانية في قائمة أفضل 100 مؤثر في المملكة المتحدة في صحيفة Sunday Times.
علاوةً على ذلك، ظهر ألبومه الأول عام 2020، والذي حمل اسم Dissimulation، في المرتبة الثانية على مخطط ألبومات المملكة المتحدة.
من الفقر إلى الغنى
تروي الصحيفة البريطانية قصة أخرى لإحدى نجوم وسائل التواصل، وهي جورجيا بورتوغالو التي كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، وبعد أسبوعين من بدء دراسات الأعمال في الكلية قررت أن الأمر ليس مناسباً لها.
تركت دراستها وهي تحمل فقط شهادة إتمام الدراسة الثانوية و10 جنيهات إسترلينية فقط في جيبها، وهي الآن صانعة محتوى مؤثرة على إنستغرام مع ما يقرب من 200 ألف متابع.
تمكنت في غضون ثلاث سنوات فقط من كسب ما يكفي من المال لشراء منزل بقيمة 160 ألف جنيه إسترليني، ولديها حقائب يد مصممة بقيمة 20 ألف جنيه إسترليني، وتكسب حالياً آلاف الجنيهات الإسترلينية شهرياً كمعلمة عبر منصة إنستغرام.
كريستين سكوت هي نجمة أخرى على منصات اجتماعية، وتبلغ من العمر 16 عاماً وتركت تعليمها من أجل تيك توك.
سكوت نجمة البرنامج الوثائقي TikTok Queen من إنتاج BBC، ولديها أكثر من 700 ألف متابع على منصة تيك توك، و73 ألف متابع على إنستغرام، وانقطعت عن المدرسة عندما بدأت تكافح لتحقيق التوازن بين صنع المحتوى الخاص بها والواجبات المنزلية.
من النجمات الأخريات على شبكات التواصل، أليكسا كولينز التي كان والداها غاضبين عندما تركت الكلية، حين كانت تبلغ من العمر 21 عاماً، لتحقيق حلمها في أن تصبح صانعة محتوى مؤثرة، لكن بعد ثلاث سنوات من عملها كعارضة، حققت نجمة الشبكات الاجتماعية أول مليون دولار لها.
الآن، لدى أليسكا (25 عاماً)، 1.8 مليون متابع على إنستغرام، وتمتلك منزلاً فخماً، يمكنها أيضاً السفر إلى جميع أنحاء العالم ولديها خزانة ملابس مليئة بالحقائب المصممة من Prada و Dior و Saint Laurent.
"أرى TikTok كعمل"
يرى بعض المشاهير على شبكات التواصل أن صناعة المحتوى الخاص بهم بمثابة عمل لا يختلف عن غيره من الأعمال التي يشتغلها البشر، من بينهم روني وارويك، الذي يبلغ من العمر 18 عاماً،
تخلى وارويك عن الكلية العام الماضي ليتفرغ لصنع مقاطع فيديو الكوميدية عبر منصة تيك توك، وحصل على ملايين المشاهدات كل أسبوع، ولديه أكثر من 330 ألف متابع على تطبيق الفيديو الشهير.
في العام الماضي، قال روني: "أنا أقوم بعمل جيد لنفسي في الوقت الحالي، إذا كان هناك أي فرصة للتركيز على هذا العمل، فهو الآن، أرى هذا كعمل، إنه عمل بالنسبة لي، أنا أعمل باستمرار كل يوم لابتكار أفكار فيديو جديدة".
أنتج روني أول فيديو له في عطلة عائلية في إسبانيا في أغسطس/آب 2019. وحصد حوالي 250 مشاهدة، لكنه استمر، وفي غضون أسبوعين، حصلت مقاطع الفيديو الخاصة به على ربع مليون مشاهدة.
منصة تيك توك، دفعت أيضاً جاك سويت إلى ترك الدراسة بعدما قضى ثلاثة أشهر فقط من عامه الدراسي الأول في دراسة الأعمال في جامعة نوتنغهام.
كان سويت قد جمع بالفعل مليون متابع على التطبيق قبل بدء أسبوع الترحيب بالطلاب الجدد. وبحلول الوقت الذي ذهب فيه إلى المنزل في عيد الميلاد، تضاعف عدد متابعيه.
قال جيك: "كان جميع أصدقائي يذهبون إلى النوادي والاحتفالات، بينما كنت أبث مقاطع الفيديو المباشرة. وفي بعض الأحيان كان هناك 17 ألف مشاهدة مباشرة".
يتذكر جيك حصوله على 60 مليون مشاهدة في 24 ساعة لأحد مقاطع الفيديو الخاصة به.
ضاعف جيك عدد متابعيه أكثر من ثلاثة أضعاف، والذي يبلغ الآن 9.6 مليون متابع. وهو يحتل الآن المرتبة الخامسة عشر بين أكبر صانعي المحتوى على تيك توك في المملكة المتحدة.