كشفت القناة الـ12 العبرية، في تقرير نشرته الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول 2021، أن أحد الأسرى الفلسطينيين الذين هربوا من سجن جلبوع، الإثنين الماضي، دخل أحد المتاجر في شمال فلسطين المحتلة واشترى أغذية ثم اختفى.
القناة العبرية قالت إن زكريا الزبيدي دخل المتجر وطلب مواد غذائية واتصالاً ومن ثم غادر المكان، لهذا السبب تركز القوات في عمليات البحث بالمناطق الشمالية.
الانقسام لمجموعات
كذلك قالت القناة الـ12 العبرية إن مجموعة الأسرى التي خرجت من سجن جلبوع قسمت نفسها لثلاث مجموعات، وليس كما كان يعتقد الجيش في السابق.
في سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، تمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية المحتلة حتى منتصف ليل السبت/الأحد المقبل؛ في ضوء عمليات البحث عن 6 أسرى فلسطينيين.
قال الجيش، في بيان، إن قرار تمديد الإغلاق الشامل للضفة الغربية يأتي "بناء على تقييم الوضع الأمني والجهود المبذولة للعثور على السجناء الفارين من سجن جلبوع (شمال)". ومن المقرر أن يمتد الإغلاق حتى منتصف ليل السبت/الأحد.
كان من المفترض أن ينتهي الإغلاق، الذي بدأ عصر الإثنين بمناسبة عطلة عيد رأس السنة العبرية، منتصف ليل اليوم الأربعاء. ونجح 6 معتقلين فلسطينيين في الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة، الإثنين، عبر نفق حفروه.
اجتماع موسع
من جانبه عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، اجتماعاً أمنياً موسعاً مع قادة الأجهزة الأمنية؛ لبحث تداعيات هروب الأسرى.
قال مكتب بينيت، في بيان، إن الأخير أجرى تقييماً للوضع بمشاركة وزيري الدفاع بيني غانتس والأمن الداخلي عومر بارليف، ورئيس الأركان أفيف كوخافي.
كما ضمَّ الاجتماع رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" نداف أرغمان، وقائد الشرطة يعكوف شبتاي، ومسؤولين آخرين من مصلحة السجون وأجهزة أمنية أخرى. وقال بينيت، خلال الاجتماع، إن إسرائيل "مستعدة لجميع السيناريوهات (بشأن هروب الأسرى)"، من دون توضيح.
هذا هو الاجتماع الأمني الثاني الذي يعقده بينيت مع قادة الأجهزة الأمنية، بعدما اجتمع بهم مساء الإثنين؛ لبحث هروب هؤلاء الأسرى.
تسجيل صوتي
في سياق متصل نشرت صفحات سوشيال فلسطينية ومواقع، تسجيلاً صوتياً قالت إنه مسرب، لأحد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يتحدث عن الانتهاكات التي أقدم عليها الاحتلال، بحق الأسرى، يوم الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول 2021.
إذ قال الأسير الفسطيني الذي أخفت المواقع الفلسطينية هويته؛ خوفاً من الاستهداف الإسرائيلي له، إن كل وحدات الجيش وكذلك الطيران الدرون يحاصرون السجن؛ من أجل التعدي على المعتقلين التابعين لحركة الجهاد الإسلامي.
معتقلو "الجهاد الإسلامي"
كذلك قال إن القوات الإسرائيلية كانت تستهدف تفريغ غرف معتقلي "الجهاد الإسلامي" وتوزيع المعتقلين على غرف الفصائل الأخرى، في مشهد من التنكيل بالمعتقلين.
وشدد على أن قيادة الحركة "الجهاد" أبلغتهم بحرق الزنازين في حال تفريغ غرف معتقلي "الجهاد" من أفرادها وتوزيعها على الغرف الأخرى.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه محافظات فلسطينية، مساء الأربعاء، وقفات ومسيرات ودعوات للتظاهر؛ تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ففي منطقة المنارة وسط رام الله (وسط)، شارك المئات في وقفة دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، ردد المشاركون فيها هتافات التضامن والفداء للأسرى. وقال صبري صيدم، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في حديث لتلفزيون "فلسطين" الرسمي، إن "لكل أسير، الحق في الحرية واختيار طريق الحرية".
كما شهدت مدينة طولكرم (شمال)، وقفة منددة بسياسة القمع الإسرائيلية بحق الأسرى. ودعت أطر وقوى سياسية وحركات شعبية وشبابية إلى تنظيم وقفات في مدن نابلس وطولكرم وجنين (شمال)، ورام الله (وسط)، والخليل وبيت لحم (جنوب)، رفضاً للتصعيد الإسرائيلي بحق الأسرى.
إشعال الزنازين
في المقابل فقد أشعل أسرى فلسطينيون، النار في زنازينهم، بسجنَي "النقب" و"رامون" (جنوب)، الأربعاء، رداً على إجراءات عقابية، تمارسها سلطات السجون الإسرائيلية بحقهم، منذ فرار 6 معتقلين، من سجن "جلبوع"، الإثنين الماضي.
من جانبها نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر مسؤول -لم تسمه- في مصلحة السجون الإسرائيلية، قوله إن 7 من أصل 12 زنزانة، تضم سجناء حركة "الجهاد الإسلامي" في معتقل "كتسيعوت" (النقب)، قد أُضرمت فيها النيران.
بدورها، دعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة لمنظمة التحرير)، في بيان، إلى إنقاذ الأسرى الفلسطينيين من القمع الإسرائيلي.
حيث طالبت الهيئة، المجتمع الدولي بـ"وضع حد للنازية الإسرائيلية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال ووحدات القمع في هذه اللحظات بسجن النقب الصحراوي".
أضافت: "قسم 6 في سجن النقب يتعرض لهجمة بشعة، حيث تم اقتحامه من قِبل وحدات خاصة مدججة بكل أنواع الأسلحة والكلاب البوليسية". وتابعت أن الأمور "تتجه نحو مزيد من العمل العنصري الانتقامي وبتوجيهات ودعم سياسي وعسكري إسرائيلي".
تحرير 6 أسرى
فيما ذكر نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، أنه وبعد أن حرر ستة أسرى أنفسهم من سجن "جلبوع"، "أقدمت سلطات الاحتلال على فرض جملة من الإجراءات، تمثلت بعمليات قمع ونقل وتفتيش".
أضاف النادي، في بيان: "وأيضاً إغلاق كافة أقسام الأسرى بالسجون، وتقليص مدة الفورة، وإغلاق المرافق كالمغسلة، وحرمانهم من (الكانتينا/متجر)، وأعلنت تهديداتها بفرض مزيد من الإجراءات".
جدير بالذكر أنه قد نجح 6 معتقلين فلسطينيين في الفرار من سجن جلبوع، يوم الإثنين، مستخدمين نفقاً من فتحة في زنزانتهم. وينتمي 5 من الأسرى الفارين من سجن جلبوع، إلى حركة "الجهاد"، أما السادس فهو عضو في حركة فتح.