قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول 2021، إن حركة طالبان بدأت تغطي جداريات شوارع كابول بأعلامها وشعاراتها، في إطار مساعي الحكام الجدد لفرض رؤيتهم الصارمة على أفغانستان.
وكانت هذه اللوحات الجدارية تتناول قضايا مختلفة، كمقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة، وغرق لاجئين أفغان في إيران، إلى توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان لإحلال السلام، ومقتل عامل إغاثة ياباني.
وقد رسمت مجموعة "Artlords"، التي تضم عدداً من الفنانين المبدعين هذه اللوحات على الجدران والحواجز الواقية، وأمضوا ثماني سنوات في رسم لوحاتهم على مساحات كبيرة من جدران كابول حتى دخلت حركة طالبان المدينة، وكانت إحدى اللوحات الجدارية في وسط كابول تصور طبيباً وعامل إغاثة يابانياً قُتل عام 2019، لكن صورته غطاها شعار يهنئ الأمة بـ"انتصارها" بعد سيطرة طالبان على البلاد.
يقول أميد شريفي، المؤسس المشارك لمجموعة Artlords الفنية، إن تغطية هذه اللوحة الجدارية لن تمحو ذكرى تيتسو ناكامورا، فيما قال شريفي لصحيفة The Guardian: "كل هذه اللوحات الجدارية امتداد لي، وامتداد لمجموعة Artlords، وامتداد للفنانين الذين رسموها. وبعض هذه اللوحات الجدارية كانت روح كابول، فقد أضفت جمالاً على المدينة، ومنحت سكان كابول المعذبين شعوراً بالدفء".
وصباح يوم 15 أغسطس/آب، ذهب شريفي وخمسة من زملائه، بعد وصول طالبان إلى أبواب كابول، لرسم لوحة على جدار مبنى حكومي، وقال: "كلما رأيت أحدها مدمراً أشعر أن جزءاً مني يُدمَّر ويُعاقب، أيضاً هذه اللوحات الجدارية ليست ملكاً لي أو لمجموعة Artlords وحدها، بل هي ملك للشعب الأفغاني، لأننا دعونا بين 50 و200 شخص لرسمها"، وأضاف: "هذه الجداريات تخاطب رغبات ومطالب وأمنيات الشعب الأفغاني، صوتهم كان على هذه الجدران، وهذه الجداريات كانت تعارض الفساد وتحث على الشفافية"، ويرى شريفي أن طالبان تحاول تكميم أفواه الناس بتدمير الجداريات التي تخاطب القضايا الاجتماعية.
شريفي قال: "كان هدفنا تعزيز التفكير النقدي والضغط على الحكومة لقبول مطالب الناس، كانت طالبان ولا تزال حركة مسلحة، لا توجد مفردات عن الفن في قاموس طالبان، وهم حتى لا يستطيعون تخيل الفن، أعتقد أنهم لا يفهمونه، ولهذا يدمرونه".
وكان من بين اللوحات الجدارية الأخرى المُزالة واحدة تصور المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، وأحد مؤسسي حركة طالبان عبدالغني بارادار وهما يتصافحان بعد توقيع اتفاق 2020 لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وقد أُزيلت هذه الجدارية ليحل محلها عبارة تقول إن طالبان هم "حماة البلاد الحقيقيون"، فيما غُطيت لوحة جدارية على السفارة الأمريكية سابقاً في كابول بلوحة ضخمة لعلم طالبان.