أضاف العلماء البط إلى قائمة الحيوانات القليلة، مثل الببغاء، القادرة على تعلُّم كيفية تقليد أصوات البشر، بعد اكتشاف تسجيلات لبطة مفعمة بالحيوية متطاولة باللسان تربّت في محمية طبيعية قرب العاصمة الأسترالية كانبرا.
وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، كان الطائر، واسمه رايبر، ويتجاوز عمره الثلاثين يحب أن يكرر عبارة أثناء التزاوج تعلمها من حارسه: "أيها الأحمق اللعين!".
من المعتقد أن تلك أول رواية موثقة لعلجوم، أو ذكر بطة، يقلد كلام بشر. وتحلل الدراسة التي نشرت في دورية Philosophical Transactions of the Royal Society مجموعتين من التسجيلات لبط المسك (فصيلة بيزيورا لوباتا).
تقليد البط لأصوات الإنسان
سجل بيتر فولارغار، الباحث لدى هيئة البحوث الأسترالية الذي شارك في الدراسة، في عام 1987، بالتعاون مع باحثين آخرين، الأصوات التي أصدرها رايبر والبط الآخر.
كان من بينها صوت غلق باب سيارة وهمهمة تشبه صوت الإنسان والعبارة المتكررة "أيها الأحمق"، وهي لازمة شائعة لراعي رايبر في المحمية الطبيعية.
لكن في عام 2003، اندلع حريق دمر الكثير من التسجيلات في المحمية الطبيعية، ويزعم فولارغار وكاريل تن كيت، أستاذ سلوكيات الحيوانات لدى جامعة لايدن في هولندا الذي شاركه في إعداد الدراسة، أن التسجيلات التي نجت وتم التحقق منها تمثل أول دليل على تعلم نطق الأصوات لدى أحد أفراد عائلة الإوزات، التي تشمل البط والإوز والبجع.
يرد في الورقة البحثية للعالمين: "تظهر بطة المسك الأسترالية قدرة غير متوقعة ومثيرة على تعلم نطق الأصوات. إنها قد تكون، بل هي بالفعل، ذات قدرات غير متوقعة من فصائل هذه المجموعة التي تعد بدائية للغاية، يُعد تعلم نطق الأصوات سمة متقدمة للغاية، وستظهر لدى أي من هذه المجموعة، يا له من أمر رائع، لا أصدق".
أصوات أخرى تقلدها الحيوانات
بعد مشاورات مع الباحثين الآخرين اكتشف تن كيت حالتين أُخريين من بط المسك الأسير المقلد للأصوات مثل الببغاء، الذي تربى في بريطانيا. وقال: "لقد أصدرت أصواتاً مثل شخير مهر وسعال الحارس وصوت مفاصل الباب".
بالرغم من هذه الروايات غير الموثقة، فإنها حالات قليلة، ربما لأن الطيور المائية البرية عادة ما تكون عدوانية للغاية لإبقائها أسيرة، بحسب ما أضاف تن كيت.
أردف: "أعتقد أنه كان حدثاً من قبيل الصدفة بعض الشيء أن يقع"، مشيراً إلى الرابط القوي بين رايبر والحارس وحقيقة أن بط المسك الأسترالي له نظام اجتماعي وتربوي مختلف عن معظم الفصائل الأخرى.
في النهاية، دعا كل من تن كيت وفولاغار إلى إجراء دراسة ممنهجة لفهم كيف تتعلم الحيوانات تقليد الأصوات.