كان الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، مولعاً بكرة القدم، إلى حد دفعه الأموال مقابل الاحتراف في أندية إيطالية، دون أن يتمكن من فرض نفسه، واقتصرت مشاركاته على مباراتين فقط، مع ثلاثة أندية.
وأفرجت السلطات الليبية، الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2021، عن الساعدي بعد اعتقال دامَ سبع سنوات، وأفادت مصادر ليبية بأنه غادر على الفور على متن طائرة متجهة إلى إسطنبول.
وفرَّ الساعدي القذافي إلى النيجر خلال الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي، لكن تم تسليمه إلى ليبيا في 2014، وسُجن منذ ذلك الحين في طرابلس.
وقال المصدر الرسمي إن إطلاق سراحه جاء نتيجة مفاوضات ضمت شخصيات قبلية بارزة ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
حياة الساعدي القذافي
عاش الساعدي قبل الثورة التي أطاحت بوالده معمر القذافي حياة البذخ، وكان رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم وقائد المنتخب، ودافع عن ألوان أكبر ناديين في ليبيا، وهما الاتحاد والأهلي.
ولم يكتفِ الساعدي بذلك، بل احترف في الدوري الإيطالي، ليس لنادٍ واحد فقط؛ بل لثلاثة، إذ شارك في مباراة واحدة مع كل من بيروجيا وأودينيزي وسامبدوريا.
في عام 2003 فاجأ نادي بيروجيا الجميع حين تعاقد مع الساعدي القذافي، في صفقة ليست فنية بالتأكيد، بل أراد من خلالها النادي الإيطالي ببساطةٍ كسب المال، من خلال منح نجل القذافي فرصة ارتداء قميصه، ليشارك معه لنحو 15 دقيقة فقط ضد يوفنتوس، تعرض خلالها للإصابة.
بعد ذلك، وفي عام 2005، انضم الساعدي إلى نادي أودينيزي، وظهر معه لبضع دقائق أيضاً، في حين كانت محطته الثالثة نادي سمبدوريا، الذي اكتفى بإشراكه في التدريبات، ولم يظهر معه في أي مباراة.
قبل احترافه في إيطاليا، كان الساعدي لاعباً بنادي أهلي طرابلس، ثم في نادي الاتحاد، الذي كان رئيسه في الوقت نفسه.
وعلى الصعيد الدولي، شارك الساعدي في 18 مباراة مع منتخب ليبيا سجل خلالها هدفين.
لاعب ورئيس
شغل الساعدي أيضاً منصب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، وخلال فترة رئاسته للاتحاد، أعلنت ليبيا ترشحها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010، وقدمت ملفاً في هذا الشأن، غير أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رفضه.
ومنذ تسليمه في مارس/آذار 2014 من قِبل النيجر التي فرّ إليها عقب سقوط نظام والده عام 2011، تمت ملاحقة الساعدي بتهمة التورط في القمع الدموي للانتفاضة.
وتتمثّل القضية الأبرز التي مثل أمام القضاء بشأنها، في واقعة مقتل بشير الرياني المدرب السابق لنادٍ محلي لكرة القدم في طرابلس عام 2005.
وهي القضية التي أصدرت بشأنها محكمة استئناف طرابلس قرار "البراءة" بحقه منها في أبريل/نيسان عام 2018.