قال زعيم جبهة المقاومة ضد طالبان في ولاية بنجشير، أحمد مسعود، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، في أول تسجيل صوتي منذ بدأت طالبان هجومها على الولاية الأخيرة خارج سيطرتها، إن الحركة رفضت وساطة العلماء لوقف إطلاق النار.
في تسجيله الصوتي أكد مسعود من جانبه أن "المقاومة ضد طالبان مستمرة في بنجشير"، داعياً الأفغان للتظاهر ضد طالبان في كل مناطق أفغانستان.
كما دعا مسعود المجتمع الدولي لعدم الاعتراف بالحكومة التي ستشكلها حركة طالبان، والمنتظر الإعلان عنها قريباً.
إعلان طالبان
يأتي التسجيل الصوتي لمسعود في الوقت الذي أعلنت فيه طالبان السيطرة الكاملة على إقليم بنجشير.
حيث أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد انتهاء الحرب في أفغانستان، معتبراً كل من يحمل السلاح الآن عدواً للشعب والبلاد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة كابول، الإثنين، أكد فيه رغبة الحركة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان، داعياً القوات الأفغانية التي تم تدريبها خلال العشرين عاماً الماضية للانضمام إلى الإدارات الأمنية إلى جانب قوات الحركة.
كما قال: "يجب أن يعلم الجميع أن الغزاة لن يعيدوا إعمار بلادنا أبداً، ومن مسؤولية شعبنا أن يفعل ذلك بنفسه".
حول الحكومة الأفغانية التي سيتم تشكيلها، أفاد متحدث الحركة بأنها ستكون حكومة "إسلامية" و"قابلة للمساءلة".
كما أكد أن "طالبان تريد إقامة علاقات جيدة مع العالم"، مضيفاً أن "الصين قوة اقتصادية كبيرة تحتاج أفغانستان إلى دعمها لإعادة إعمارها".
كان زعيم المجموعات المسيطرة على ولاية بنجشير، أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، قد أعلن، الأحد، استعداده للتفاوض مع حركة طالبان في حال أوقفت القتال وسحبت قواتها من بنجشير ومنطقة أندراب.
بنجشير هي مسقط رأس أحمد شاه مسعود، أحد أهم قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان بين 1979 و1989، وقُتل قبل يومين من تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وبعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان، أعلن أحمد مسعود مواصلة النضال ضدها، واتخاذه خطوات عملية بهذا الصدد، وحشد مجموعات مختلفة تحت راية "الجبهة الموحدة" التي يُطلق عليها أيضاً "تحالف الشمال".
وانضم إلى أحمد مسعود، أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني السابق، الذي يعتبر نفسه الرئيس الشرعي لأفغانستان، بعد فرار الرئيس أشرف غني، كما انضم إليه آلاف الجنود من الجيش الأفغاني، الذي انهار بعد انسحاب القوات الأمريكية وسقوط كابول بيد "طالبان".
وسيطرت "طالبان" على أفغانستان، خلال 10 أيام، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل نهاية أغسطس/آب الماضي.