طالبان تفض تظاهرة نسائية في كابول.. الحركة أطلقت الرصاص لتفريق السيدات بعد وصولهن للقصر الرئاسي

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/04 الساعة 19:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/04 الساعة 19:17 بتوقيت غرينتش
عناصر من حركة طالبان في العاصمة الأفغانية كابول/ رويترز

أطلقت عناصر القوات الخاصة التابعة لحركة طالبان نيران أسلحتهم في الهواء، السبت 4 سبتمبر/أيلول 2021، ما وضع نهاية مفاجئة ومُخيفة لمسيرة الاحتجاج الأخيرة في العاصمة التي نظمتها نساء أفغانيات للمطالبة بحقوق متساوية من الحكام الجدد، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس الأمريكية.

في المقابل فقد استولى مقاتلو طالبان على أغلب مناطق أفغانستان في أغسطس/آب 2021، واحتفلوا برحيل آخر عناصر القوات الأمريكية بعد 20 عاماً من الحرب. وتسيطر الحركة على الدولة التي مزَّقتها الحرب وتعتمد بشدة على المساعدات الدولية.

مسيرة نسائية 

بدأت المسيرة النسائية- وهي الثانية خلال عدة أيام في كابول- سلمية، حيث وضعت المتظاهرات إكليلاً من الزهور خارج وزارة الدفاع الأفغانية؛ تكريماً للجنود الأفغان الذين لقوا حتفهم في قتال طالبان، قبل التوجه إلى القصر الرئاسي.

من جانبها قالت المتظاهرة مريم نايبي، البالغة من العمر 20 عاماً: "نحن هنا للمطالبة بحقوق الإنسان في أفغانستان. أحب بلدي. سأظل هنا دائماً". ومع ارتفاع صيحات المتظاهرات، وصل عديد من مسؤولي طالبان إلى الحشد؛ لسؤالهن عن مطالبهن.

فيما أخبرت سودابا كبيري، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 24 عاماً، وقد أحاطت بها زميلاتها المتظاهرات، مُحاورها من طالبان بأن نبي الإسلام أعطى المرأة حقوقاً وأنهن يردن حقوقهن.

منح النساء حقوقهن 

في حين وعد مسؤول طالبان بمنح النساء حقوقهن، لكن النساء -وجميعهن في أوائل العشرينيات من العمر- أعربن عن شكوكهن.

مع وصول المتظاهرات إلى القصر الرئاسي، اصطدمت عشرات من القوات الخاصة التابعة لـ"طالبان" بالحشد، وأطلقت النار في الهواء، وأجبرت المتظاهرات على الفرار. وقالت كبيري لـ"الأسوشييتد برس" إنهم أطلقوا الغاز المسيل للدموع أيضاً.

في حين قالت المتظاهرات الشابات إنهن اضطررن إلى رفض مطالب عائلاتهن بالبقاء في البيوت والمضي قدماً في احتجاجاتهن، حتى إنهن تسللن من منازلهن؛ لنيل مطالبهن بالمساواة في الحقوق من الحكام الجدد.

فرهات بوبالزاي، وهي طالبة جامعية أخرى تبلغ من العمر 24 عاماً، أكدت أنها تريد أن تكون صوت النساء الأفغانيات اللاتي لا صوت لهن، واللائي يخشين الخروج إلى الشارع. وقالت: "أنا صوت النساء اللواتي لا يستطعن الكلام. إنهم يعتقدون أن هذا بلد الرجل، ولكنه ليس كذلك، إنه بلد المرأة أيضاً".

غزو الولايات المتحدة 

بوبالزاي ورفيقاتها من المتظاهرات أصغر من أن يتذكرن حكم طالبان الذي انتهى في عام 2001 عبر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وقلن إن خوفهن يستند إلى القصص التي سمعنها عن عدم السماح للنساء بالذهاب إلى المدرسة والعمل.

نايبي، البالغة من العمر 20 عاماً، تدير بالفعل منظمة نسائية ومتحدثة باسم الألعاب البارالمبية في أفغانستان. وتحدثت عن عشرات الآلاف من الأفغان الذين هرعوا إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابل للفرار من أفغانستان بعد اجتياح طالبان العاصمة في 15 أغسطس/آب. وقالت: "كانوا خائفين"، لكن بالنسبة لها، فإن النضال "هنا" في أفغانستان.

وعود من حركة طالبان 

في سياق متصل فقد وعدت طالبان بحكومة شاملة وشكل أكثر اعتدالاً للحكم مما كان الأمر عليه عندما حكموا البلاد في الفترة بين 1996 و2001. لكن العديد من الأفغان، خاصةً النساء، يُبدون شكوكاً واسعة ويخشون تراجع الحقوق المكتسبة على مدى العقدين الماضيين .

في وقت سابق من السبت، قام رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني النافذ بزيارة مفاجئة للعاصمة الأفغانية كابول. ولم يتضح بعدُ ما قاله الجنرال فايز حميد لقادة طالبان، لكن الاستخبارات الباكستانية لها تأثير قوي على الحركة.

كان المقر الرئيسي لقيادة طالبان في باكستان، وغالباً ما يقال إنها على اتصال مباشر مع جهاز الاستخبارات النافذ. ورغم أن باكستان تنفي بشكل دوري، تقديم المساعدة العسكرية لـ"طالبان"، فإن الاتهام وجَّهته في كثير من الأحيان الحكومة الأفغانية وواشنطن.

تأتي زيارة الجنرال حميد بينما ينتظر العالم ليرى شكل الحكومة التي ستعلنها طالبان بنهاية المطاف؛ أملاً في حكومة شاملة تضمن حماية حقوق المرأة والأقليات بالبلاد.

من ناحية أخرى، محت عناصر من طالبان، السبت، لوحات جدارية كانت تروج لتعزيز الرعاية الصحية، وتحذّر من مخاطر فيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في)، وأخرى كانت تشيد ببعض المساهمين الأجانب البارزين في أفغانستان مثل عالمة الأنثروبولوجيا نانسي دوبري التي قامت بمفردها بتأريخ الإرث الثقافي الغني لأفغانستان.

تحميل المزيد