أدت سلسلة المداهمات التي شنتها مؤخراً أجهزة الأمن والجيش اللبناني إلى ضبط مخزونات جديدة من الأدوية المخفية في مستودعات، في حين تعيش البلاد، وخصوصاً المستشفيات حالة نقص كبير في المستلزمات الطبية والأدوية، مما يهدد حياة كثير من اللبنانيين، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، كمرضى السرطان.
فبعد أن وقعت واحدة من أبرز المداهمات التي تصدرت عناوين الصحف الأسبوع الماضي، وكشفت كميات ضخمة من الأدوية مخزنة في مستودع تابع لربيع حسونة، عضو تيار المستقبل، فقد ساعدت مداهمة جديدة في الكشف عن مستودع جديد للأدوية يتشارك ملكيته شقيق قيادي بحزب الله.
موقع Middle East Eye البريطاني أشار في تقريره الجمعة 3 سبتمبر/أيلول 2021، إلى أن الأجهزة الأمنية داهمت مستودع أدوية يتشارك ملكيته شقيق أحد أعضاء البرلمان من حزب الله.
بحسب الموقع، فقد ألقي القبض على صاحب المستودع، وبيع مخزونه بالقوة للصيدليات والجمهور بالسعر الرسمي، كما حدث مع حسونة سابقاً.
من جانبه، يأمل هاني نصار، رئيس جمعية خيرية بلبنان، أن تستمر هذه المداهمات لتأمين هذه الأدوية الحيوية، لكنه بدا متشككاً، حيث قال متحيراً: "لماذا لا تعلم وزارة الصحة بهذه المخزونات المفقودة؟".
وأضاف: "لا بد من وجود سبب لتنفيذها هذه المداهمات الآن فقط لفضح أمر هذه المستودعات. لكنني لا أعرف. فأنا لا أفهم في السياسة".
كمية ضخمة من أدوية السرطان
بحسب الجيش، كان حسونة، نقيب الصيادلة سابقاً في لبنان، يخزن كمية ضخمة من الأدوية المعدة للبيع في السوق السوداء.
بعض هذه الأدوية، وقسم كبير منها لعلاج مرضى السرطان، كانت منتهية الصلاحية.
واعتقلت السلطات حسونة بعدها، ووفقاً للمدعي العام المالي علي إبراهيم، فقد أُجبر هو ومحتكرون آخرون على بيع مخزونهم إلى الصيدليات بالسعر الرسمي المدعوم.
لم يعلق حسونة بعد على هذا الحادث، لكن اللبنانيين الغاضبين انهالوا على آخر منشور له على فيسبوك قبل المداهمة بتعليقات غاضبة؛ حيث وصفه كثيرون بأنه قاتل ومجرم، بينما شارك آخرون صوراً لبهاء قسطنطين، المهندسة ومريضة السرطان التي كانت تبكي أثناء مشاركتها في احتجاج نظمته جمعية بربارة نصار لدعم مرضى السرطان.
يُشار إلى أن البنك المركزي اللبناني يدعم الأدوية والوقود والقمح حتى تظل أسعارها عند سعر الصرف الثابت الرسمي في البلاد البالغ 1 دولار الذي يساوي 1500 ليرة لبنانية.
على أنه بعد نفاد احتياطياته وخسارة العملة المحلية 90% من قيمتها، أصبح هذا البرنامج في مراحله الأخيرة.
وأبلغ الموردون المستشفيات بأن مخزونهم قد نفد، لكن كثيرين، مثل حسونة، كانوا قد خزنوا بضائعهم بالفعل لبيعها بسعر أعلى، إما بشكل غير رسمي أو فور رفع السلطات الدعم رسمياً.