قالت وكالة Reuters البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، إن المذيعة الأفغانية بهشتا أرغاند التقطت أنفاسها وضبطت حجابها ليبدو كأنه حجابٌ تقليدي عندما ظهر مسؤولٌ من طالبان، دون دعوة، في الأستوديو الخاص بها، وطلب إجراء مقابلةٍ معه.
كان ذلك بعد يومين فقط من سيطرة جماعة طالبان الإسلامية على كابول. نظرت بهشتا إلى جسدها؛ للتأكُّد من عدم ظهور أيِّ أجزاءٍ منه، وشرعت في طرح أسئلتها.
مقابلة مع قادة بـ"طالبان"
حيث تصدَّرَت المقابلة التي أجرتها، عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، إذ أصبحت أول مذيعة أفغانية تحاور عضواً بالجماعة المتشدِّدة.
من جانبها قالت المذيعة، البالغة من العمر 23 عاماً، لوكالة Reuters البريطانية، من الدوحة، حيث تعيش منذ فرارها من أفغانستان في 24 أغسطس/آب 2021، بمساعدة ملالا يوسفزاي، الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل: "لحسن الحظ أرتدي دائماً ملابس طويلة في الأستوديو، لأن لدينا أشخاصاً مختلفين وذوي عقولٍ مختلفة".
قالت: "طالبان لا يقبلون النساء. عندما لا تقبلك جماعةٌ من الناس كإنسان، فإن لديهم صورةً ما في أذهانهم عنك، وهذا أمرٌ صعبٌ للغاية".
في المقابل فقد هدفت المقابلة، التي هي جزءٌ من حملةٍ إعلاميةٍ أوسع لـ"طالبان"، إلى إظهار وجهٍ أكثر اعتدالاً، إذ وعدوا باحترام حقوق المرأة وإدراج الفصائل الأفغانية الأخرى في اتفاقٍ لتقاسم السلطة.
كانت بهشتا موجودةً بالفعل في الأستوديو عندما وصل مسؤول طالبان. وقالت: "رأيت أنهم جاؤوا إلى محطة التلفزيون. أصابتني الصدمة، وفقدت سيطرتي… قلت لنفسي: ربما أتوا ليسألوا لماذا أتيت إلى الأستوديو". وقالت إن ذلك حدث قبل نحو أسبوعٍ من تحوُّل حياتها إلى كابوس.
ارتداء الحجاب
فيما قالت إن طالبان أمرت محطة Tolo News، التي عملت لديها، بفرض ارتداء الحجاب على جميع النساء، وبعد ذلك قامت بتعليق عمل المذيعات في المحطات الأخرى.
أضافت أن الجماعة طلبت أيضاً من وسائل الإعلام المحلية التوقُّف عن الحديث عن استيلائها على السلطة. وقالت: "عندما لا تستطيع حتى طرح أسئلة سهلة، كيف يمكنك أن تكون صحفياً؟!".
كان العديد من زملائها قد غادروا البلاد بالفعل بحلول ذلك الوقت، على الرغم من تأكيدات طالبان أن حرية الإعلام تتحسَّن كلَّ يوم وأن النساء سيحصلن على التعليم والعمل.
عشرات الآلاف من الأجانب
لكن سرعان ما انضمَّت بهشتا، مع والدتها وأخواتها وإخوتها، إلى عشرات الآلاف من الأجانب والمواطنين الأفغان الذين كانوا يغادرون البلاد في الإجلاء الفوضوي الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة.
حيث قالت: "اتصلت بملالا وسألتها عمَّا إذا كان بإمكانها أن تفعل شيئاً من أجلي". وقالت إن ملالا يوسفزاي، التي أجرت مقابلةً معها، ساعدت في إدراجها على قائمة الأشخاص الذين أُجلوا إلى قطر.
أما ملالا، التي تحدَّثَت عن قلقها على سلامة النساء والفتيات على وجه الخصوص بعد استيلاء طالبان على السلطة، فقد نجت من إطلاق النار عليها من قِبَلِ مُسلَّحٍ من حركة طالبان الباكستانية في عام 2012، بعد استهدافها بسبب حملتها آنذاك ضد حرمان المرأة من التعليم.
في نظرةٍ إلى الماضي، قالت بهشتا إنها أدركت مدى حبها لبلدها والمهنة التي اختارتها رغم اعتراض أسرتها. وقالت: "عندما جلست في الطائرة، قلت لنفسي إنه ليس لديّ أيُّ شيءٍ الآن".