كشف تقرير أمريكي حديث أن الحرب على الإرهاب التي قادتها الولايات المتحدة، قتلت زهاء مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وتجاوزت تكلفتها 8 تريليونات دولار منذ أن بدأت قبل نحو عقدين، وفق ما ذكره تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول 2021.
يفحص التقرير التاريخي، الصادر عن مشروع تكاليف الحرب على الإرهاب، الذي تنشر جامعة براون الأمريكية نتائج دراساته، حصاد الحروب التي شنَّتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من المناطق التي خاض فيها الجيش الأمريكي صراعات، كثيراً ما أُشير إليها على أنها "حروب أبدية".
عواقب هائلة للحروب الأمريكية
في بيان مرفق بالتقرير، قالت نيتا كروفورد، المديرة المشاركة للمشروع، إنه "من الأهمية بمكان أن نلتفت إلى العواقب الهائلة ومتنوعة المستويات للحروب الأمريكية العديدة، وعمليات مكافحة الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011، ويجب علينا أن نتوقف ونفكر في كل تلك الأرواح التي فقدناها".
أوضحت نيتا أن حسابات التقرير "جاءت متجاوزة لما أوردته بيانات البنتاغون، لأن تكاليف الرد على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول قد امتد تأثيرها إلى بنود الميزانية بأكملها"، وليس البند الخاص بوزارة الدفاع فقط.
تشير التقديرات التي أوردها التقرير إلى أن الحرب على الإرهاب، التي تحل الذكرى السنوية لها في 11 سبتمبر/أيلول، قتلت قتلاً مباشراً ما بين 897000 إلى 929000 شخص، منهم 387072 مدنياً على الأقل.
مع ذلك، قالت المديرة المشاركة للمشروع إن هذه الأرقام "يُحتمل أن تكون أقل كثيراً من قدر الخسائر الحقيقية التي تسببت فيها تلك الحروب في الأرواح البشرية".
مئات الآلاف من القتلة وخسائر "رهيبة"
لطالما كان عدد الوفيات الناجمة عن الحرب على الإرهاب وصراعات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول مصدراً للجدل الشديد، إذ تتقاطع حسابات السياسة مع علوم ودراسات غير حاسمة في نقاش محتدٍّ عادة حول المصالح المتضاربة.
لكن في عام 2015، أشارت تقديرات منظمة "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية" (PSR)، وهي منظمة أمريكية حائزة على جائزة نوبل للسلام، إلى أن أكثر من مليون شخص قتلوا في استهدافات مباشرة أو بطرق غير مباشرة في العمليات العسكرية للولايات المتحدة في دول العراق وأفغانستان وباكستان فقط.
تشمل التكاليف الاقتصادية التي حصرها تقرير تكاليف الحرب على الإرهاب نحو 2.3 تريليون دولار، أنفقتها الولايات المتحدة على العمليات العسكرية في أفغانستان وباكستان، وقرابة 2.1 تريليون دولار في العراق وسوريا، إضافة إلى 355 مليار دولار في الصومال ومناطق أخرى في قارة إفريقيا.
في تقريرٍ صدر العام الماضي، أشار مشروع تكاليف الحرب أن الحرب الدولية على الإرهاب تسببت في نزوح ما لا يقل عن 37 مليون شخص، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا في أعمال عنف مباشرة.
اتهام واشنطن بتزوير أرقام الحرب على الإرهاب
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تتعقب عدد القتلى العسكريين والإصابات الجسدية في أفغانستان والعراق، لكن لا توجد إحصاءات حكومية قاطعة عن الإصابات والوفيات بين مقاتلي أعدائها والمدنيين. ويقول عدد من منتقدي هذه الحرب على الإرهاب إن هذا الإغفال متعمَّد.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فبحسب ما لاحظ الفريق المسؤول عن إعداد كتاب "إحصاء الضحايا بعد 10 سنوات من (الحرب على الإرهاب)" Casualty Figures after 10 Years of the 'War on Terror'، فإن السلطات الأمريكية تعمَّدت أحياناً تزوير تفاصيل معينة تتعلق بقدر الخسائر في القوات الأمريكية.
أشار الكتاب إلى أن "بيانات (مكتب التأثير الاستراتيجي) التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (2001/ 2002) هي أحد الأمثلة الصارخة على تقديم معلومات خاطئة بخصوص الحرب على الإرهاب والكشف الحكومي الموجَّه للمعلومات بطرق تهدف إلى التأثير في الجمهور العام، على نحو يدعم سياسات الإدارة الأمريكية في العراق".
يُذكر أن قصفاً شنته بطائرة مسيَّرة أمريكية، يوم الأحد 26 أغسطس/آب الماضي، أدَّى إلى مقتل عدد من المدنيين الأفغان، فيما تزعم الولايات المتحدة أنه كان استهدافاً استباقياً لمنع هجوم انتحاري، وبحسب وسائل الإعلام المحلية، أسفر الهجوم الذي وقع بالقرب من مطار كابول عن مقتل 10 أفراد من عائلة واحدة، منهم 6 أطفال.