قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الخميس 2 سبتمبر/أيلول، إن بلاده تجري محادثات مع طالبان وتركيا من أجل تشغيل مطار كابول الدولي، فيما أكدت مصادر أفغانية أن أفغانستان ستستأنف الرحلات الداخلية من مطار كابول الجمعة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني دومينيك راب في الدوحة، أكد وزير خارجية قطر أن جهوداً مبذولة مع تركيا لتوفير دعم فني محتمل لاستئناف تشغيل مطار كابول.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه قناة الجزيرة الإخبارية نقلاً عن مسؤول بالطيران المدني الأفغاني إن طاقماً فنياً قطرياً وصل لمطار كابول ويعمل على تقييم الأضرار في المطار.
بحسب المصدر الأفغاني فإن الفريق القطري يخطط لتشغيل مطار كابول "قريباً".
كما أشار رئيس هيئة الطيران الأفغاني إلى أن الرحلات الداخلية من مطار كابول ستستأنف الجمعة "أما الخارجية فستأخذ وقتاً".
مطار "مخرب"
انتقلت السيطرة على مطار كابول من القوات الأمريكية إلى حركة طالبان، بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان، الثلاثاء الماضي، بعد أن لحق به قدر كبير من التدمير والأضرار سواء جراء التدفق عليه، أو بسبب الهجوم الذي نفذه داعش على المطار أو عمليات التخريب أو التدمير التي قام بها الأمريكيون لما قالوا إنه معدات حساسة في المطار.
حيث أعلن الجيش الأمريكي أنه أعطب قبل انسحابه من مطار كابول طائرات وآليات مدرّعة ومنظومة دفاعية مضادّة للصواريخ، وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي خلال مؤتمر صحافي إن قواته "نزعت سلاح" هذه الأعتدة أي أعطبتها وجعلتها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى.
وأضاف ماكنزي أن العتاد الذي تم تعطيله يشمل 73 طائرة، مؤكداً أن "هذه الطائرات لن تحلّق مرة أخرى".
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، في إفادة صحفية بوزارة الدفاع (البنتاغون)، إن الجيش الأمريكي دمر منظومة دفاع صاروخي CRAM" في مطار كابول بسبب صعوبة تفكيكها. مشيراً إلى أنها استخدمت لاعتراض هجمات تنظيم داعش الإرهابي.
تقرير لفضائية الجزيرة نقل عن مصادر أفغانية قولها إن أبراج المراقبة في المطار وأجهزة الكمبيوتر، الخاصة بالمراقبة والتسيير قد دمرت.
فمن الواضح أن خليطاً من الفوضى والخوف وهوس الأمريكيين، بمنع سقوط الأسلحة الأمريكية في يد طالبان، قد أدى إلى إلحاق ضرر لا يمكن تحديد مداه بالمطار.
ونقلت قناة الجزيرة عن مقاتلين من طالبان قولهم إنه كان هناك تعمد من القوات الأمريكية لتخريب المطار، وصل إلى تخريب المقاعد في صالات الانتظار من أجل عرقلة إعادته للعمل.
ومن هنا فإن تشغيل المطار يحتاج إلى جهد مالي وفني ضخم لا يتوافر للحركة حتى لو أعادت موظفي المطار من الأفغان للعمل، ومن الواضح أن الحركة تتطلع إلى دور قطري وتركي في هذا الصدد، وهو أمر يتم بالتنسيق مع واشنطن.