قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، إن حركة طالبان منحت الدول الأجنبية ضمانات بالسماح لكل الأجانب والأفغان الذين يملكون تأشيرات بالمغادرة، بمغادرة كابول متى ما أرادوا بعد انتهاء موعد الانسحاب النهائي الثلاثاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتسارع فيه عمليات الإجلاء وسط ظروف أمنية معقدة، مع تزايد هجمات نفذها تنظيم داعش، وإصرار من طالبان على أن تتأخر القوات الأجنبية عن موعد الإخلاء المتفق عليه في 31 أغسطس/آب.
نحو مئة دولة أعلنت في بيان مشترك تلقيها ضمانات من حركة طالبان بالسماح لجميع الأجانب والأفغان الذين يحملون تأشيرات بمغادرة أفغانستان، في تفاهم يسري إلى ما بعد انتهاء الانسحاب الأمريكي المرتقب الثلاثاء.
قالت هذه الدول، وبينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة: "تلقينا ضمانات من جانب طالبان بأن كل أجنبي ومواطن أفغاني يحمل إذناً بالسفر صدر عن دولنا سيسمح له بالتوجه بصورة آمنة ومنظمة نحو نقاط الانطلاق، وبمغادرة البلاد".
وأضاف الإعلان المشترك: "نلتزم جميعنا بضمان قدرة مواطنينا، بمن فيهم المقيمون، والموظفون، الأفغان الذين عملوا معنا، وأولئك المعرضون للخطر، على السفر بحرية إلى خارج أفغانستان".
وأكدت الدول على "الاستمرار في إصدار وثائق تتيح السفر لبعض الأفغان" مع التشديد على حيازتها "تعهدات من طالبان (تضمن) قدرة هؤلاء على السفر إلى كافة دولنا".
وختم الإعلان الذي وقعه أيضاً الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي: "أخذنا علما بالتصريحات العلنية لطالبان التي تؤكد هذا التفاهم". ولم توقع روسيا والصين النص.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة "فوكس"، الأحد، إن الرعايا الأمريكيين الذين اختاروا البقاء "لن يعلقوا في أفغانستان".
وأوضح: "سنتأكد من وجود آلية لإخراجهم من البلاد إذا أرادوا العودة مستقبلاً"، مؤكداً أن "لطالبان تعهدات في هذا الصدد".
منطقة آمنة
يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم فيه فرنسا وبريطانيا الدعوة في الأمم المتحدة، الإثنين، إلى إنشاء منطقة آمنة تتيح مواصلة عمليات إنسانية، وفق ما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، واصفاً الطرح بأنه "قابل للتحقق بالكامل".
وأشار إلى أن منطقة آمنة كهذه ستتيح قبل كل شيء للمجتمع الدولي "مواصلة الضغط على طالبان"، التي باتت موجودة في السلطة بأفغانستان.
وتجتمع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، الإثنين، لمناقشة الوضع في أفغانستان.
وأنهت فرنسا عمليات الإجلاء الخاصة بها الجمعة، بينما أنهت المملكة المتحدة السبت الجهود التي تبذلها بهذا الإطار.
بالمقابل، تعمل القوات الأمريكية في ظروف خطرة وفوضوية لإكمال عمليات الإجلاء الضخمة من مطار كابول، بحلول الموعد النهائي المحدد في 31 أغسطس/آب.
ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية، التي تحرس مطار كابول، بحلول الموعد النهائي المقرر الثلاثاء، وفقاً لما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن. وفرنسا من بين الدول التي أنهت عملياتها للإجلاء من المطار.
يشار إلى أن طالبان تتولى تأمين محيط مطار كابول، فيما يخضع المطار نفسه وبواباته لسيطرة القوات الأمريكية حتى موعدٍ أقصاه 31 أغسطس/آب الجاري.
خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول، وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد، ووصل إلى الإمارات.