وصل الإعصار "إيدا" إلى اليابسة في ولاية لويزيانا الأمريكية، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، كإعصار شديد الخطورة من الفئة الرابعة، في الوقت الذي حذر فيه الرئيس جو بايدن من دمار هائل، معلناً حالة طوارئ في ولاية مسيسيبي؛ لمواجهة الإعصار الذي يهدد الساحل الجنوبي للبلاد.
فيما استعد السكان الذين رفضوا مغادرة مساكنهم لأقسى اختبار حتى الآن تتعرض له السدود التي تكلفت مليارات الدولارات لتعزيزها بعد الإعصار كاترينا قبل 16 عاماً الذي تسبب في مقتل أكثر من 1800 شخص.
من جهته، حذّر بايدن من أن الإعصار "إيدا" يشكل خطراً داهماً على الحياة مع إمكانية حدوث دمار هائل يتمثل في حالات انقطاع للتيار الكهربائي، ربما تستمر أسابيع بالنسبة للسكان الذين يقطنون مناطق قرب ساحل الخليج الأمريكي.
أسوأ إعصار
بدوره، قال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن "إيدا" استجمع قواه أثناء الليل ووصل إلى اليابسة قرب بورت فورتشون في لويزيانا الساعة 16:55 بتوقيت غرينتش. وواصل الإعصار طريقه محملاً برياح تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة، مما أجبر الولاية على تعليق خدمات الطوارئ الطبية ثم اتجهت العاصفة إلى الشمال الغربي بسرعة 21 كيلومتراً في الساعة.
بدوره، أكد حاكم لويزيانا، جون بيل إدواردز، أن "إيدا" ربما يكون أسوأ إعصار يضرب الولاية منذ خمسينات القرن التاسع عشر. ووفقاً لموقع باور أوتدج المتخصص في رصد أماكن انقطاع الكهرباء، انقطعت الكهرباء عما يزيد على 122 ألف منزل وشركة في لويزيانا، معظمها في جنوب شرق الولاية.
أضاف إدواردز أن المستشفيات تعالج بالفعل حوالي 2450 مريضاً بكوفيد-19، وأن كثيراً منها اقترب بالفعل من كامل طاقته الاستيعابية.
في حين أشار المكتب المعني بالسلامة وإنفاذ المعايير البيئية إلى أنه تم إخلاء 288 منصة نفط وغاز و11 منصة حفر في الخليج الأمريكي.
كما أوضح آندي هورويتز، أستاذ التاريخ الذي ألف كتاباً عن الإعصار كاترينا، أنه تم إنفاق حوالي 14 مليار دولار على تدعيم السدود بعد الإعصار كاترينا، لكن هذا ربما لا يزال غير كافٍ في مواجهة تغير المناخ.
طلب مساعدة فيدرالية
في وقت سابق من يوم الأحد، ذكر بيان صادر عن البيت الأبيض، أن بايدن "طلب مساعدة فيدرالية؛ لتكملة جهود الاستجابة الحكومية والمحلية، بسبب الظروف الطارئة الناتجة عن الإعصار".
هذا الإجراء الذي اتخذه بايدن يخول وزارة الأمن الداخلي، والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، تنسيق جميع جهود الإغاثة في حالات الكوارث، من أجل تخفيف المشقة والمعاناة التي تسببها حالة الطوارئ على السكان المحليين.
كذلك أشار بيان البيت الأبيض إلى أن تدابير الطوارئ هدفها "إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات والصحة والسلامة العامة، وتقليل أو تجنب خطر وقوع كارثة في عدة مقاطعات"، موضحاً أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ مخولة بتحديد وتعبئة وتوفير المعدات والموارد اللازمة للتخفيف من آثار حالة الطوارئ، وفقاً لتقديرها.
البيان تابع: "سيتم توفير تدابير الحماية الطارئة، بما في ذلك المساعدة الفيدرالية المباشرة بنسبة 75% من التمويل الفيدرالي".
في هذه الأثناء، يصارع مسؤولو الطوارئ في المنطقة لفتح ملاجئ للنازحين الذين تم إجلاؤهم على الرغم من مخاطر انتشار فيروس كورونا، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
كان خبراء الأرصاد حذّروا السكان على طول الساحل الشمالي لخليج المكسيك بشأن تسريع الاستعدادات قبل وصول "إيدا"، الذي من المتوقع أن يشتد بسرعة ويجلب عواصف تهدد الحياة، وأمطاراً غزيرة عندما يضرب شاطئ لويزيانا.
إذ اشتد الإعصار بسرعة كبيرة؛ لدرجة أن مسؤولي مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا، قالوا إنه لا يوجد وقت لتنظيم إخلاء السكان البالغ عددهم 390 ألفاً.
فيما حثت عمدة المدينة، لاتويا كانتريل، السكان على المغادرة طواعية، محذّرة الباقين في منازلهم بشأن الاستعداد لانقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.