أعلن السياسي الشيعي العراقي البارز، مقتدى الصدر، الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، أنه وأنصاره سيشاركون في الانتخابات العامة التي ستجرى في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، متراجعاً عن قرار اتخذه الشهر الماضي، بعدم المشاركة.
كان زعيم "التيار الصدري" قد أعلن، منتصف يوليو/تموز الماضي، مقاطعته الانتخابات، بعدما قال إن الأجواء "غير مواتية لإقامة عملية اقتراع نزيهة، بسبب الفساد".
لكنه قال، الجمعة، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إنه "تسلم ورقة إصلاحية من القوى السياسية"، مضيفاً أنها "جاءت وفقاً لتطلعاتنا".
"ميثاق إصلاح"
حيث أشار الصدر إلى أن هذا التحول جاء بعد أن أرسل إليه عدد من الزعماء السياسيين- لم يحددهم- "ميثاق إصلاح"، لتخليص العراق من الفساد وسوء الإدارة.
فيما حث أنصارَه على التوجه إلى مراكز الاقتراع والتصويت في الانتخابات المبكرة، قائلاً إن التصويت لحركته سيعني تحرير العراق من التدخل الأجنبي والفساد المستشري.
تابع السياسي الشيعي: "سنخوض تلك الانتخابات بعزم وإصرار لا مثيل له، لأجل إنقاذ العراق وإصلاحه من الاحتلال والفساد والتطبيع والتبعية".
كما عبّر الصدر عن شكره لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
من جانبه، قال الكاظمي في تغريدة، الجمعة: "أعجبتُ بالطروحات التي قدمها مؤتمر الحوار الوطني (الخميس) ببغداد والذي ضم شخصيات اجتماعية ومهنية وثقافية وشبابية من كل المحافظات والورقة الإصلاحية التي صوتوا عليها".
في حين أضاف الكاظمي: "وعدتُ باستلهام مضامين هذه الورقة وتقديمها إلى القوى السياسية لتصبح تعهداً وميثاقاً وطنياً يوفر أجواء الثقة لخوض الانتخابات".
كتلة الصدر
يشار إلى أن كتلة الصدر تعد جزءاً من ائتلاف يسيطر على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الآن، ومن المرجح أن يكون أحد المرشحين في الصدارة بالتصويت، الذي دعا إليه مبكراً رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، استجابة لاحتجاجات شعبية منذ عام 2019.
يمثل الصدر، الذي يتبعه ملايين العراقيين، أحد أقوى الساسة في البلاد، وامتد نفوذه ليشمل مؤسسات الدولة في السنوات الأخيرة.
في هذا الإطار، يسعى "التيار الصدري" إلى حصد مزيد من المقاعد في الانتخابات المبكرة، للحصول على منصب رئيس الوزراء في الدورة المقبلة، وفق تصريحات سابقة للصدر.
منصب رئيس الوزراء
وفق التسريبات المتداولة في وسائل الإعلام المحلية، فإن الصدر يسعى إلى ترشيح ابن عمه جعفر الصدر، سفير العراق الحالي لدى بريطانيا، لمنصب رئيس الوزراء.
يشار إلى أن هناك 3249 مرشحاً يمثلون 21 تحالفاً و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، سيخوضون سباق الانتخابات للفوز بـ329 مقعداً في البرلمان، بحسب أرقام مفوضية الانتخابات في 31 يوليو/تموز الماضي.
كان من المفترض انتهاء الدورة البرلمانية الحالية عام 2022، إلا أن الأحزاب السياسية قررت إجراء انتخابات مبكرة بعدما أطاحت احتجاجات شعبية واسعة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي أواخر 2019.
لاحقاً، تم منح الثقة لحكومة الكاظمي في مايو/أيار 2020، لإدارة المرحلة الانتقالية وصولاً إلى إجراء الانتخابات المبكرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
جدير بالذكر أن الصدر يعارض وجود القوات الأمريكية، التي لايزال نحو 2500 من أفرادها في العراق، ويرفض نفوذ إيران المجاورة، وهو موقف يتعارض مع مواقف العديد من السياسيين الشيعة المنافسين والجماعات المسلحة التي توالي طهران.