قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، إن مشرعين في مجلس النواب الأمريكي حثوا وزيرَي الخارجية والدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومديرة جهاز الاستخبارات الوطنية، على مناشدة الرئيس بايدن إعادة النظر في خطط الالتزام بالموعد المتفق عليه، في 31 أغسطس/آب 2021، للانسحاب الأمريكي من أفغانستان إذا كان هناك مزيد من الأمريكيين والأفغان الجديرين بالترحيل ما زالوا هناك بحلول هذا الموعد.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الرباعية المكونة من كبار مستشاري الأمن القومي الأمريكي مع النواب لمدة ساعتين تقريباً يوم الثلاثاء، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة التزاماً بموعد نهائي لمغادرة أفغانستان في غضون أسبوع واحد فقط. وقد تفاوتت آراء النواب الحاضرين حول جهود الإجلاء، ووجهوا أصابع اللوم إلى أطراف مختلفة، منها مسؤولو الإدارة الحالية أنفسهم.
ومع ذلك، فإن كلاً من النواب الجمهوريين والديمقراطيين المشاركين في الاجتماع اتفقوا على أنه إذا كان لا يزال هناك مواطنون أمريكيون في أفغانستان يحاولون الفرار من البلاد، فإن الولايات المتحدة حريٌّ بها ألا تلتزم بالموعد النهائي للانسحاب، حتى تتم مهمَّتها، مهما كانت المخاطر التي ينطوي عليها البقاء بعد الموعد المحدد.
النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين قالت لدى خروجها من الاجتماع: "موضوع مهم، ومناقشة مهمة، ونقطة رئيسية حاولنا جميعاً طرحها: الحث على بذل مزيد من الجهود لدعوة الرئيس إلى تمديد الموعد النهائي المفترض للانسحاب"، على الجانب الآخر رفض مسؤولو الإدارة المشاركون في الإحاطة- وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، ومديرة الاستخبارات الوطنية آفريل هاينز- تجاوزَ ما سبق وأعلنه بايدن فيما يتعلق بالالتزام بالموعد، وفقاً لأشخاصٍ حضروا الاجتماع.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، لصحيفة The Washington Post، إن البيت الأبيض يعتزم الالتزام بالموعد النهائي الأصلي.
من جهة أخرى، كانت إحاطة يوم الثلاثاء هي أول إطلاع رسمي يتلقاه عديد من المشرعين بمجلس النواب بشأن الموقف في أفغانستان. واصطفّ عشرات من الصحفيين للاستعلام، وسأل كثيرون عن الوضع في مطار كابول، وخطط إخراج المواطنين الأمريكيين والأفغان الجديرين بالإجلاء، وخطر الهجمات الإرهابية، خاصة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وكانت وتيرة عمليات الإجلاء تسارعت باضطراد في الأيام الماضية، وتزايدت من متوسط نحو ألفي شخص يومياً الأسبوع الماضي إلى أكثر من 21000 ألف شخص بحلول يوم الثلاثاء 24 أغسطس/آب من هذا الأسبوع. ومع ذلك، فإن عديداً من النواب الأمريكيين ما زالوا يشككون في إمكانية إجلاء جميع الأمريكيين والأفغان المتبقين- وكثير منهم تقطعت به السبل في كابول وخارجها- وتفكيك الحضور العسكري الأمريكي في مطار كابول الدولي في غضون أسبوع واحد فقط.
ويمكن استخلاص هذا الرأي مما قاله رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأمريكي، في أعقاب جلسة سرية أخرى عُقدت يوم الإثنين، 23 أغسطس/آب، إذ أشار النائب الديمقراطي آدم شيف إلى أنه "من المستبعد جداً" أن يتمكن جميع المواطنين الأمريكيين وحاملو التأشيرات الخاصة والفئات الأخرى المعتمدة من الأفغان من مغادرة البلاد بهذه السرعة.
عمليات إجلاء واسعة
يأتي هذا في وقت تحشد فيه عمليات الإجلاء الضخمة في كابول- التي قال بايدن إنها "من الأصعب في التاريخ"- طائرات من كل أرجاء العالم؛ لإجلاء دبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان يرغبون في الفرار من بلادهم.
كما أجْلت كندا نحو ألف أفغاني من بلادهم، وفق ما أعلن مسؤولون حكوميون كنديون، مشددين على خطورة الأوضاع في محيط مطار كابول.
قال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية، السبت الماضي، إنه "من المستحيل" على الولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول 31 أغسطس/آب.