كشفت صحيفة jerusalem Post الإسرائيلية، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، أن الجيش الأمريكي قرر عدم شراء نظام "القبة الحديدية" من تل أبيب على الرغم من أنه نفذ بنجاح أول اختبار بالذخيرة الحية.
الصحيفة الإسرائيلية قالت نقلاً عن تقرير نشر في Defense News إن الجيش الأمريكي اختار الاستفادة من قاذفة Dynetics المملوكة لشركة Leidos الأمريكية، وذلك بعد اختبار النظامين الشهر الماضي في White Sands Missile Range في نيو مكسيكو.
بحسب ما أورده الموقع الإسرائيلي، يوفر نظام "Dynetics"، المعروف بـ"Enduring Shield"، "إمكانية اكتشاف الصواريخ بزاوية 360 درجة، كما يمكنه إطلاق النار على تهديدات متعددة في وقت واحد على عكس نظام القبة الحديدية الذي فشل في مواجهة صواريخ المقاومة الفلسطينية في آخر حرب بين تل أبيب وغزة.
بالإضافة إلى أن النظام سهل الاستخدام، ويمكن دمجه بشكل كامل مع نظام قيادة الدفاع الجوي والصاروخي للجيش الأمريكي".
أكدت وزارة الأمن الإسرائيلية وشركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة لصحيفة "جيروزاليم بوست" أنها "لن تعلق على ما كشف عنه موقع "ديفينس نيوز"، ولكن إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون ذلك بمثابة انتكاسة كبيرة للحكومة الإسرائيلية، والصناعة العسكرية الإسرائيلية".
واشنطن تستعين بتل أبيب
وفي وقت سابق قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية إن أمريكا وافقت على منح إسرائيل ما يصل إلى مليار دولار لتجديد منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، بعد أن اخترقتها المقاومة الفلسطينية في آخر عدوان على قطاع غزة.
يشار إلى أن هذه الموافقة تأتي بعد تعهدات كثيرة أطلقتها إدارة بايدن بتجديد وتعزيز نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، في أعقاب التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
إسرائيل طلبت بشكل عاجل مليار دولار من الولايات المتحدة لتجديد مخزون الجيش من صواريخ القبة الحديدية، وذلك في لقاء جمع وزير الدفاع بيني غانتس ونظيره الأمريكي لويد أوستن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بعد أيام من انتهاء العدوان.
فشل القبة الحديدية
يشار إلى أن المواجهة الأخيرة في قطاع غزة تميزت بقدرة المقاومة على إطلاق رشقات ضخمة من الصواريخ على المدن الإسرائيلية، في محاولة لإرباك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، التي عادةً ما تعترض ما بين 85-95% من الصواريخ.
الرشقات الصاروخية للمقاومة تسببت هذه المرة في دمار كبير في مدن إسرائيلية كبرى، وكذلك أوقعت قتلى وجرحى.
يشار إلى أن القبة الحديدية الإسرائيلية هي منظومة دفاع جوي من تطوير شركة "أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة"، وشركة "الصناعات الفضائية الإسرائيلية"، بدعم مالي وفني من الولايات المتحدة.
دخلت الخدمة لأول مرة عام 2011، وهي مصممة لاعتراض القذائف والصواريخ قصيرة المدى مثل تلك التي تُطلَق من غزة.
يقول المسؤولون الإسرائيليون وشركات الدفاع إنَّ المنظومة منعت آلاف الصواريخ والقذائف من إصابة أهدافها، بمعدل نجاح يتجاوز 90%.
لكنَّ بعض محللي الشؤون الدفاعية يشككون في هذه الأرقام، ويرون أنَّ الأرقام الإسرائيلية بخصوص الاعتراضات الناجحة غير موثوقة.
ومع أنَّ الأسلحة التي تستخدمها المقاومة كثيراً ما تكون بدائية ويفتقد الكثير منها إلى أنظمة التوجيه، فإنَّ أعدادها الهائلة وتكلفتها المنخفضة تمثل ميزة ضد القبة الحديدية.
فبحسب تقارير في الصحافة الإسرائيلية، فإنَّه في حين قد يكلف الصاروخ مبلغاً ضئيلاً يصل إلى بضع مئات من الدولارات، يُكلِّف كل صاروخ اعتراضي في القبة الحديدية نحو 150 ألف دولار.