ارتفع عدد الموقوفين في قضية مقتل الشاب "جمال بن إسماعيل" حرقاً في ولاية تيزي وزو شرقي الجزائر العاصمة إلى 41 مشتبهاً به، في وقت تكللت فيه مبادرة الصلح مع عائلة الضحية بالنجاح، وتسلم والد الضحية "دية" تبلغ 227 ألف دولار.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة "الشروق نيوز"، بأن قاضي التحقيق في محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة أمر بإيداع 26 مشتبهاً الحبس المؤقت في القضية، ليرتفع الإجمالي إلى 41.
ووفق التلفزيون الرسمي، فإن المشتبه بهم "يواجهون تهم القتل العمدي والتنكيل بجثة وحرقها، والاعتداء على مركز شرطة والانتماء إلى منظمة إرهابية وأعمال تخريب تمس أمن الدولة".
مبادرة صلح مع عائلة الضحية
كما توجه وفد من منطقة "الأربعاء ناث إيراثن" إلى مسكن والد جمال في مدينة مليانة، حيث قدموا التعازي وتمكنوا من إتمام مبادرة للصلح وسلموه "دية" تبلغ 30 مليون دينار جزائري (227 ألف دولار).
وقال الشيخ نورالدين لعموري، أحد أعضاء الوفد، في بيان، إن الوفد ضم رئيس لجنة الصلح سعيد بويزري، مدير الشؤون الدينية، وأئمة من الولاية وممثلين عن بلدية "الأربعاء ناث ايراثن"، وبعض بلديات تيزي وزو .
وأضاف أن أئمة وأعياناً وممثلي هيئات رسمية استقبلوهم بـ"كل ترحابٍ وسرورٍ"، وبعد افتتاح الجلسة في بيت الضحية بآيات من القرآن الكريم، "اتفق الجميع على إنكار الجرم الشنيع، والسعي لإطفاء نار الفتنة".
وتابع: "تم تسليم مبلغ 3 ملايير سنتيم لعائلة المرحوم، ثم دُعي الجميع إلى مأدبة غداء إكراماً للحضور (…)، وبعدها تم التوجه إلى مقبرة مليانة والوقوف على قبر الشهيد جمال وقراءة آياتٍ من الذكر الحكيم والدعاء له بالرحمة والمغفرة".
وقبل أيام، بثّ التلفزيون ما قال إنها اعترافات لمتورطين في قتل الشاب أقروا فيها بانتمائهم لحركة "ماك" الانفصالية التي تصنفها السلطات "إرهابية".
وتأسست "ماك" عام 2002، ويتواجد معظم قادتها في فرنسا، وتطالب باستقلال محافظات يقطنها أمازيغ شرقي الجزائر، وأعلنت في 2010 تشكيل حكومة مؤقتة لهذه المنطقة، وصنفتها الجزائر في مايو/أيار الماضي "منظمة إرهابية".
مقتل جمال بن إسماعيل
وفي 11 أغسطس/آب الجاري، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر أشخاصاً في بلدية "الأربعاء ناث إيراثن" بولاية تيزي وزو، وهم يحرقون شاباً حيّاً، بزعم أنهم أمسكوا به وهو بصدد إشعال النار في الغابة.
وخلفت الواقعة صدمة وجدلاً بين الجزائريين، وتبين لاحقاً أن الشاب بريء من التهمة، وأنه كان قد توجه من مدينته مليانة في ولاية عين الدفلى إلى تيزي وزو، لمساعدة الأهالي المتضررين من حرائق الغابات.