قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن نظام الحكم في أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي من البلاد سيكون إسلامياً وبما يتناسب مع وضع البلد، وفق ما صرح به لقناة الجزيرة، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، وأشار إلى أنه لن يكون هناك تغيير في موعد انسحاب القوات الأجنبية من بلاده.
إذ أكد حكام أفغانستان الجدد في حركة طالبان، الثلاثاء، على ضرورة الانتهاء من جميع عمليات إجلاء الأجانب من البلاد بحلول 31 أغسطس/آب، فيما ذكرت تقارير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يستهدف الالتزام بهذا الموعد بسبب تزايد احتمالات شن هجوم إرهابي.
نظام حكم طالبان في أفغانستان
محمد نعيم أوضح في تصريحاته أن نظام الحكم في أفغانستان "سيأخذ وضع الشعب واستقراره في الاعتبار، وهذا هو الأساس، ولن نأتي بأنظمة من الخارج، والقرارات ستُتخذ حسب مصالح البلد والشعب".
بخصوص تطبيق الحدود، قال المتحدث باسم طالبان: "نحن مسلمون، والقرآن كتابنا جميعاً، والأحاديث النبوية الشريفة أصلٌ من أصول ديننا، وجاء في القرآن الكريم (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)، ونحن عندما نؤمن بالله نؤمن إيماناً كاملاً، وكل ما يأمرنا به الله سبحانه وتعالى فهو منهجنا ونبراس حياتنا".
كما تابع المسؤول في حركة طالبان أن الثوابت لا تتغير أو تتشظى وفق الأهواء، وقال: "لن نبيع ديننا مهما كانت المغريات، ولأن لكل شعب أعرافه ومبادئه، نتفهم ذلك ونأخذه ضمن اعتبارنا، ولن نسمح لأحد أن يغيّر عقيدة الشعب أو فِكره الثقافي".
الانسحاب الأمريكي في موعده
بخصوص الانسحاب الأمريكي من بلاده، قال المتحدث باسم الحركة: لن يتغير الانسحاب عن موعده المقرر نهاية الشهر الجاري، مشدّداً على أن الحركة ترفض تمديد هذا الموعد، لا سيّما أنه لا مبرر له، واستطرد: "لا نتوقع أن يُطلب منا تمديد مهلة للإجلاء".
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لديها إمكانات مادية ولوجيستية تسمح لها بتكثيف عمليات الإخلاء قبل نهاية الشهر الجاري، مضيفاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزارة الدفاع (البنتاغون) قالا إنه لا جديد بهذا الشأن، ما يعني أن الاتفاق على حاله ولن يتغير.
بشأن الفوضى في مطار كابول ووقوع ضحايا جراء التدافع، أبدى نعيم أسفه لما وقع مُحمِّلاً من حث الناس على الذهاب إلى المطار المسؤولية، واصفاً الخطوة بـ"غير الحكيمة وغير المرتبة بالمرة".
فيما أكد نعيم أن طالبان تسعى لبناء أفغانستان وإيقاف الحرب التي دامت 40 سنة، منها 20 سنة شهدت احتلال الولايات المتحدة لها، في إشارة إلى ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
محادثات لتشكيل الحكومة
من جهة أخرى، قالت رويترز إن قادة طالبان الذين سعوا لإظهار وجه أكثر اعتدالاً منذ السيطرة على كابول، بدأوا محادثات بخصوص تشكيل حكومة تضمنت مناقشات مع بعض الخصوم القدامى من حكومات سابقة، مثل الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي.
قالت قناة الجزيرة الإخبارية، الثلاثاء، نقلاً عن مصدر في طالبان، إن الحركة عينت الملا عبدالقيوم ذاكر، المعتقل السابق في سجن غوانتانامو، قائماً بأعمال وزير الدفاع في أفغانستان. ويقول بعض المسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية إنهم تلقوا أوامر بالعودة للعمل.
فيما يخشى كثير من الأفغان التعرض لأعمال انتقامية والعودة إلى التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية الذي طبقته طالبان عندما سيطرت على السلطة من عام 1996 إلى 2001، لا سيما فيما يتعلق بقمع النساء.
قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إنه لا توجد قائمة بأشخاص مستهدفين بغرض الانتقام، وإن الحركة تحاول التوصل إلى إجراء كي تتمكن النساء من العودة إلى العمل.
بينما قالت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة ستراقب الوضع عن كثب. وأضافت في جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: "معاملة طالبان للنساء والفتيات ستكون خطاً أحمر أساسياً".