رجَّح وزير الدفاع البريطاني بين والاس أن تقوم حركة "طالبان" بغلق مطار كابول بقوة السلاح، في حال محاولة الولايات المتحدة وحلفائها تأجيل الموعد النهائي للخروج من أفغانستان إلى ما بعد 31 أغسطس/آب 2021، بعد أن عبّرت الحركة عن رفضها التام لمراجعة الجدول الزمني المتفق عليه.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، فإنه بالرغم من ذلك فإن بريطانيا تسعى في تمديد الموعد النهائي من أجل توفير المزيد من الوقت لإجلاء البريطانيين والأفغان الذين تعاونوا مع الجيش على مدار 20 عاماً، وفق ما أكده وزير الدفاع قبل ساعات قليلة من بدء قمة الدول السبع الافتراضية برئاسة بوريس جونسون.
تهديدات جدية من طالبان
فقد صرّح والاس خلال سلسلةٍ من المقابلات الإعلامية أن تمديد الموعد النهائي لعملية الإنقاذ حتى سبتمبر/أيلول هو أمرٌ مستبعد، بسبب رغبة جو بايدن في الالتزام بالموعد المحدد في الـ31 من أغسطس/آب، وبسبب معارضة طالبان القوية لمراجعة الجدول الزمني المتفق عليه.
في مقابلة مع برنامج Today على إذاعة BBC Radio 4 البريطانية، لم يُؤكد والاس إن كان جونسون سيستغل القمة لطلب التمديد رسمياً من بايدن.
المتحدث ذاته أوضح أن الطرفين الأقوى في هذه المعادلة هما الولايات المتحدة وطالبان، وكلتاهما لن تحضر القمة، وأردف أنّ حركة طالبان قد قالت بالفعل إنّ التمديد سيؤدي إلى "تداعيات"، وإنّ بإمكانهم "جعل حياة الغرب شديدة الصعوبة".
بخصوص التداعيات المذكورة فإن وزير الدفاع البريطاني يقول إنها تتمثل في " منع الناس من الوصول إلى المطار باستخدام القوة العسكرية لإغلاقه، وسيكون ذلك أمراً صعباً على الجميع، لذا فإنّ تركيزنا ينصبّ الآن على إجلاء أكبر عددٍ ممكن من الناس في كل ساعة".
الأمور تزداد خطورة
الإحاطة المسائية للحكومة البريطانية لم تتطرق إلى نية جونسون أن يطلب من الرئيس الأمريكي تمديد الموعد النهائي خلال قمة الدول السبع، بل أشارت الإحاطة بدلاً من ذلك إلى أنّ الاجتماع سيركز على الأهداف طويلة الأمد، من أجل مساعدة الشعب الأفغاني وتقليل أي تهديد ستمثله إدارة طالبان الجديدة أثناء قيادة البلاد.
فقد قال رئيس الوزراء علناً إنّه بمجرد انسحاب القوات الأمريكية من المطار، فلن يكون من العملي بالنسبة لبريطانيا أن تواصل جهود الإجلاء بمفردها.
حيث قال والاس اليوم الثلاثاء، 24 أغسطس/آب، إنّ هناك نحو 8600 شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان خلال الأسبوعين الماضيين، وأكثر من ألفي شخص خلال الـ24 ساعة الماضية.
لكنه أضاف أنّ الأوضاع في المطار قد تزداد خطورةً مع اقتراب الموعد النهائي في الـ31 من أغسطس/آب: "مع اقترابنا من الموعد النهائي، أعتقد أنّه من الصائب القول إنّ الخطر الأمني سيزداد".
كما أضاف: "الأمور تزداد خطورةً أكثر مع رغبة الجماعات الأخرى في الظهور بمظهر أصحاب الفضل الأكبر، أو مظهر من يطاردون الغرب حتى أبواب المطار، ولا شكّ أن خطوةً كهذه ستُغذي روايتهم وطموحاتهم، ونحن ندرك للغاية مدى تعرضنا للخطر في حال اختارت تلك الجماعات فعل شيء".
طالبان لن تقبل أي مقترح
في السياق نفسه، أعلنت الحركة، الثلاثاء، معارضتها لأي مقترح من شأنه إبقاء القوات الأمريكية داخل أفغانستان لما بعد موعد الانسحاب المقرر في 31 أغسطس/آب الجاري.
فقد صرّح متحدث الحركة، ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحفي مصور: "31 أغسطس (آب) آخر موعد لوجود القوات الأمريكية في بلدنا، وسنتخذ موقفاً مغايراً في حال تخطوا هذا الموعد".
كما طالب "مجاهد" الولايات المتحدة بعدم تشجيع كوادر أفغانستان المتعلمين من الأطباء والمهندسين على مغادرة بلادهم.
جاء ذلك بالتزامن مع استعراض الصحفيين تفاصيل عمليات الإجلاء من مطار كابل، التي تشرف عليها قوات أمريكية وأخرى من دول التحالف.