أثار حفل زفاف نجل الرئيس النيجيري محمد بخاري على ابنة أمير في ولاية كانو النيجيرية الفقيرة، حالة من الغضب والجدل الواسع بين السكان، وذلك على خلفية مظاهر البذخ الكبيرة التي انتشرت بين كثيرين، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 23 أغسطس/آب 2021.
حيث قال شهود عيان إن أكثر من 100 طائرة كانت بمطار مالام أمينو كانو الدولي، في حين ذكر المطار نفسه أن أقل من 50 طائرة وصلت يوم حفل الزفاف.
في حين كانت الفنادق فئة الخمس نجوم في الولاية محجوزة بالكامل، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
"قُطاع الطرق"
كان من بين حضور هذا الحفل المثير للجدل، والذي أقيم في قصر أمير "بيتشي"، وهي مدينة بولاية كانو، عدد من الساسة البارزين الذين أتوا بطائراتهم الخاصة التي ملأت مدرجات المطار، بينما وصفهم داعية إسلامي في ولاية كادونا المجاورة بأنهم "قُطاع طرق".
فقد قال الشيخ أحمد محمود غومي، خلال حلقة أسبوعية لترجمة القرآن: "يعتقد الناس أن (قُطاع الطرق) هؤلاء في الأدغال يستولون على كل ما نملك، كلا! بل إن قادتنا يستولون على كل ما نملك. من أين يأتون بالمال لانتداب كل هذه الطائرات؟".
غومي أضاف: "بعض الناس محتجزون سواء في الأدغال أو بالمدن. والجوع في كل مكان. يواجه الناس جميع أنواع المشاكل، لكن الساسة ينفقون أموال الشعب على الطائرات الخاصة".
كما حضر الزفاف ساسةٌ من كلٍّ من حزب مؤتمر الجميع التقدميين النيجيري الحاكم، وكذلك حزب الشعب الديمقراطي المعارض. وكان من بين آلاف الحضور الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان، إضافة إلى شخصيات إقليمية من بينهم الرئيس السابق للنيجر محمد يوسفو.
"أحد أكبر المناسبات"
بالتالي، أصبح هذا الحفل واحداً من أكبر المناسبات المحلية التي يحضرها المشاهير هذا العام.
في غضون ذلك، ذكرت تقارير محلية أن عائلة نجل الرئيس النيجري دفعت 500.000 نيرة (1.200 دولار) مهراً للعروس، وهو ما يعادل 10 أضعاف متوسط المهر في البلاد.
فيما أشارت صحيفة The Times البريطانية إلى أن الزوجين، وهما يوسف بخاري، الابن الباقي الوحيد للرئيس النيجيري، وزهرة ناصر بايرو، ابنة أخي أمير ولاية كانو، الذي يعد أحد أبرز القادة الإسلاميين في البلاد، كانا قد تقابلا بجامعة ساري البريطانية.
بخلاف الانتقادات الخاصة بالبذخ، كانت هناك انتقادات أخرى بشأن ملابس العروس التي وصفها البعض بأنها "غير محتشمة"، لأن كتفيها كانا مكشوفين، وذلك عقب تداول بعض الصور لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم زيارته بريطانيا هذا الشهر لإجراء فحوصات طبية، حضر الرئيس بخاري حفل الزفاف.
كان بخاري قد زار المملكة المتحدة 7 مرات، لأسباب طبية غير معلنة، منذ تولي المنصب في عام 2015.
انتقادات متكررة
بينما تعرض وزير الطيران النيجيري السابق، فيمي فاني كايود، لانتقادات بسبب حضور الحفل؛ نظراً إلى أنه أحد أشد النقاد لحكومة بخاري. وغرد كايود قائلاً: "يمكنك أن تكون صديقاً لخصمك السياسي، وأن تظل مختلفاً معه. إنها تسمى السياسة بدون مرارة، وبتحضُّر".
يشار إلى أن كايود كان قد وصف، في العام الماضي، خطاباً لبخاري بأنه "سُبَّة بحق شعبنا، ووصمة عار على جبين الإنسانية، ورائحة آثام كريهة في أنف الإله"، واصفاً بخاري نفسه بأنه "قاسٍ ومُختل.. إنه ليس إنساناً، بل وحش"، وفق قوله.
هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها زفاف لأحد أبناء الرئيس بخاري في حالة من الجدل؛ فقد تكرر الأمر ذاته حينما وصل منظمو حفلات الزواج من دبي، في العام الماضي، من أجل تنظيم حفل زفاف ابنته حنان، في وقت مُنعت فيه الرحلات الدولية؛ في محاولة لإيقاف انتشار فيروس كورونا.