واجه مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أسئلة إعلامية حرجة، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، بعد أن أدلى بايدن بعدة تصريحات بخصوص انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والتي ثبت بعد ذلك أنها انطوت على معلومات خاطئة.
وتصاعدت الانتقادات على عدة شبكات إعلامية، وطُلب من مستشاري الرئيس، وعلى رأسهم وزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الردُّ على ما طرأ بشأن تصريحات بايدن التي حاولت طمأنة الأمريكيين فيما يتعلق بالتعامل مع عمليات الإجلاء من كابول بعد سيطرة حركة طالبان على المدينة.
وخلال مقابلة مع قناة Fox News، الأحد، استُجوب بلينكن حول ادعاء بايدن أن تنظيم القاعدة "اختفى" من البلاد، مع أن منظمات دولية، منها الأمم المتحدة، خلصت في تقرير صادر في يوليو/تموز الماضي إلى أن تنظيم القاعدة له نشاط في نحو 12 مقاطعة أفغانية على الأقل.
من جانبه، لم يتطرق بلينكن في إجابته تطرقاً مباشراً إلى تصريحات الرئيس الأمريكي، وأشار بدلاً من ذلك إلى أن الولايات المتحدة "نجحت" في تقليص قدرة القاعدة على تنفيذ الهجمات، وقتلت زعيمها السابق أسامة بن لادن.
وعلى قناة ABC أيضاً هذا الأسبوع، سُئل وزير الدفاع أوستن عن التقارير التي تحدثت عن عدم تمكن أمريكيين من الوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي، الذي تجري القوات الأمريكية عمليات الإجلاء منه، وكان بايدن قال يوم الجمعة إنه "ليس لديه أي مؤشر" على أن عمليات إجلاء الأمريكيين هناك تواجه مشكلات.
رداً على ذلك، قال أوستن في مقابلته: "إذا كان لديك جواز سفر أمريكي، ولديك أوراق الاعتماد الصحيحة، فإن طالبان تسمح للناس بالمرور بأمان"، لكن مذيعة ABC، مارثا راداتز، ردَّت بأن ذلك لا يحدث "في جميع الحالات".
سلَّم أوستن بما قالته المذيعة، لكنه قال قبلها: "كما تعرفين، لا يوجد شيء مطلق في ظروف مثل هذه، يا مارثا نعم، وقعت حوادث لأشخاص واجهوا بعض المشكلات الصعبة مع طالبان".
وأضاف أوستن أن إدارة بايدن على تواصل مع مسؤولي طالبان لمحاولة دفعهم إلى التعهد بالسماح لعمليات الإجلاء الأمريكية بالاستمرار دون عوائق.
أما مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، فقد استجوبته مذيعة برنامج State of the Union على قناة CNN حول هاتين المسألتين، وتساءلت كيلار عن سبب لجوء الرئيس الأمريكي إلى "التضليل بتصريحاته" فيما يتعلق بسلامة الأمريكيين وقوة تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
ردَّ سوليفان بأنه "يرفض هذا التوصيف" المتعلق بالتضليل بشأن كون القاعدة تهديداً مستمراً في أفغانستان، وجادل بأن التنظيم يفتقر إلى القدرة على استهداف الأراضي الأمريكية، ومن ثم فهي لم تعد تشكِّل تهديداً جدياً لمصالح الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالأمريكيين الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى بر الأمان في مطار كابول، فقد أكَّد سوليفان أن إدارة بايدن "تعاملت مع هذه الحالات واحدة وعالجتها حالة بحالة".
تأتي تلك المقابلات في وقت يسعى فيه البيت الأبيض للتخلص من توابع ما يعتبره الأمريكيون كارثة وقعت نهاية الأسبوع الماضي، والتي بلغت ذروتها بسيطرة طالبان على كابول والمشاهد المذهلة للأفغان المذعورين على مدرج المطار في المدينة، بعد أسابيع فقط من دفاع بايدن عن استقرار الحكومة الأفغانية، وجزمه بأن الانسحاب الأمريكي هذه المرة لن يشهد شيئاً مشابهاً للانسحاب من سايغون الفيتنامية.
وكانت نسب تأييد بايدن شهدت تراجعاً في بعض استطلاعات الرأي مع استمرار المعارضين في توجيه انتقادات إلى الحكومة بعدم إخراج الموظفين الأمريكية وحلفائهم من البلاد قبل انهيار الحكومة الأفغانية.
عمليات إجلاء من مطار كابول
ويأتي هذا في وقت تحشد فيه عمليات الإجلاء الضخمة في كابول -التي قال بايدن إنها "من الأصعب في التاريخ"- طائرات من كل أرجاء العالم لإجلاء دبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان يرغبون في الفرار من بلادهم.
كما أجْلت كندا نحو ألف أفغاني من بلادهم، وفق ما أعلن مسؤولون حكوميون كنديون، مشددين على خطورة الأوضاع في محيط مطار كابول.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية، السبت، إنه "من المستحيل" على الولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول 31 أغسطس/آب.