قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأحد 22 أغسطس/آب 2021، إن قوات بلاده وسَّعت حدود مطار كابول في إطار جهودها لتسريع إجلاء أمريكيين وأفغان ومواطني دول حليفة (لم يسمها)، مُهدّداً بفرض عقوبات على حركة "طالبان"، وذلك وفقاً للتطورات على الأرض في أفغانستان، وفي حال قيامها بإساءة التصرف، حسب قوله.
فيما أضاف بايدن، في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض، أن طالبان تتعاون في جهود الإجلاء، لكن الموقف من وجهة نظره لا يزال خطيراً، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة لا تزال قلقة من هجمات محتملة لتنظيم داعش أو جماعات أخرى، محذراً من أن "الإرهابيين قد يستغلون الوضع في أفغانستان لاستهداف المدنيين الأبرياء أو القوات الأمريكية".
كما تابع الرئيس الأمريكي: "نعمل على نقل حلفائنا الأفغان الذين وقفوا إلى جانبنا، والفئات التي تعرضت للخطر، إلا أن أولويتنا هي إخراج الأمريكيين من أفغانستان بأسرع وقت ممكن وبشكل آمن"، موضحاً أن عدد من تم إجلاؤهم من أفغانستان منذ شهر يوليو/تموز الماضي وصل إلى 33 ألف شخص.
مسار طويل
في حين أقر بايدن بأن إجلاء آلاف الأشخاص من العاصمة كابول سيكون صعباً ومؤلماً، مضيفاً: "نريد أن نثبت قدرتنا على إجلاء آلاف الأشخاص من هناك كل يوم، لكن أمامنا مسار طويل، ولم يكن بإمكاننا تجنب المشاهد المحزنة التي ترونها حتى لو بدأنا بعملية الإجلاء قبل شهر". وأكد أنهم قاموا بإجلاء 11 ألف شخص من أفغانستان حتى الأحد.
بينما ألمح الرئيس الأمريكي إلى احتمالية مد موعد الانسحاب النهائي من أفغانستان المقرر في 31 أغسطس/آب الجاري، حيث قال: "نأمل ألا نضطر لتمديد مهلة خروج القوات الأمريكية من أفغانستان".
لكن لم يتسنَّ الحصول على رد فوري من حركة طالبان تجاه هذه التصريحات.
إلا أن الحركة أكدت سابقاً رفضها القاطع لأي تواجد أجنبي على الأراضي الأفغانية.
كذلك أشار بايدن إلى أن أمريكا فعلت الأسطول الاحتياطي من الطيران المدني للمساهمة في دعم جهود الإجلاء، منوهاً إلى أنهم سيستخدمون ثلاث أو أربع طائرات تجارية في عمليات الإجلاء من أفغانستان، وهذا لن يؤثر برأيه على حركة النقل الجوي في بلاده.
أول مرة منذ غزو العراق
في وقت سابق من يوم الأحد، أعلنت إدارة بايدن، أن طائرات تجارية ستُستخدم للمساعدة في نقل أناس تم إجلاؤهم من أفغانستان؛ وذلك في خطوة تحدث للمرة الأولى منذ غزو العراق.
هذه الخطوة تكشف مدى الصعوبات التي تواجهها الإدارة في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، وذلك وسط تدهور الوضع الأمني.
حيث قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن 18 طائرة، بينها طائرات تابعة لشركات يونايتد وأمريكان ودلتا إيرلاينز، لن تطير إلى كابول، لكنها ستُستخدم لنقل أناس غادروا أفغانستان بالفعل إلى ملاذات آمنة مؤقتة وقواعد انطلاق مؤقتة (لم يحددها).
المتحدث الأمريكي لفت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، طالب قيادة النقل الأمريكية (ترانسكوم) بتفعيل المرحلة الأولى من الأسطول الجوي الاحتياطي المدني للمساعدة في جهود الإجلاء الجارية.
تفعيل الأسطول الجوي المدني
ستكون هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تفعيل "الأسطول الجوي الاحتياطي المدني".
كانت الأولى أثناء حرب الخليج (من أغسطس/آب 1990 إلى مايو/أيار 1991)، والثانية أثناء الإعداد لعملية غزو العراق ثم خلال الغزو ذاته (من فبراير/شباط 2002 إلى يونيو/حزيران 2003).
فيما أرسلت الولايات المتحدة ودول أجنبية أخرى، منها بريطانيا، عدة آلاف من القوات لإدارة عمليات إجلاء المواطنين الأجانب والأفغان المعرَّضين للخطر، لكنها بقيت بعيداً عن مناطق خارج مطار كابول.
لكن عدد الطائرات المحدود هو مجرد مشكلة واحدة فيما يتعلق بعمليات الإجلاء. ويشعر المسؤولون بالإحباط من بطء العمل الذي تقوم به وزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية في هذا المجال.
كما أن هناك مخاوف متزايدة بشأن الأمن في كابول حيث يقوم حوالي 5800 جندي بحماية المطار.
يشار إلى أن أسطول الاحتياطي الجوي المدني هو برنامج وطني للتأهب للطوارئ مُصمم لزيادة قدرة النقل الجوي لوزارة الدفاع الأمريكي، وهو مكون أساسي لقدرة ترانسكوم على تلبية مصالح الأمن القومي ومتطلبات الطوارئ.
تأتي تلك الخطوة وسط تحذيرات من استهداف محتمل بشكل كبير قد ينفذه تنظيم "داعش" على المطار ومحيطه، وفقاً لمسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية.
كانت عدة صور قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، لأفغان يركضون حول طائرة نقل أمريكية من طراز "سي-17" ويتشبثون بجانبيها. وأظهر مقطع فيديو منفصل شخصين يسقطان، فيما يبدو، من طائرة عسكرية بعد إقلاعها من مطار كابول.
منذ ذلك الحين، تزايدت الحشود في المطار، بينما حث مقاتلو حركة طالبان مَن لا يملكون وثائق سفر على العودة إلى ديارهم.