أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، السبت 21 أغسطس/آب، أنها تتعامل "بجدية شديدة" مع تقارير عن تعرض أمريكيين لمضايقات أو للضرب في العاصمة الأفغانية كابول على يد طالبان، وذلك في تناقض مع تصريحات للرئيس جو بايدن أكد فيها أن الأمريكيين "يشقون طريقهم إلى المطار دون عوائق".
إذ قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الجمعة 20 أغسطس/آب، لمجلس النواب إن مواطنين أمريكيين اصطدموا مع عناصر "طالبان" في عاصمة أفغانستان، أثناء محاولاتهم الوصول إلى المطار للحاق بطائرات الإجلاء.
مراسل موقع "بوليتيكو" الأمريكي، أندرو ديزيريو، قال في رسالة على "تويتر": "وزير الدفاع لويد أوستن في إفادته للمشرعين في مجلس النواب قال للتو إن الأمريكيين تعرضوا للضرب من قبل طالبان في كابول. ووصف ذلك بأنه غير مقبول".
تعرض أمريكيين للضرب على يد طالبان
وصف أوستن تقارير الضرب التي شنتها الحركة بأنها "غير مقبولة"، لكنه لم يخض في تفاصيل الجهود المبذولة لضمان المرور الآمن للأمريكيين إلى مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية.
كما رفض وفق ما ذكره موقع "بوليتيكو" الأمريكي، تحديداً "استبعاد أو استبعاد" إمكانية تحرك القوات الأمريكية خارج المطار لمساعدة الأمريكيين وغيرهم في الوصول إلى بر الأمان.
قال أوستن، وفقاً لمصادر متعددة: "نحن ندرك أيضاً أن بعض الأشخاص، بمن فيهم الأمريكيون، قد تعرضوا للمضايقة وحتى للضرب من قبل طالبان". "هذا غير مقبول و[نحن] أوضحنا ذلك لزعيم طالبان المعين".
أضاف أوستن أنه "باستثناء تلك الحالات، ما زلنا نرى الأمريكيين والأفغان المعتمدين بشكل مناسب يواصلون المضي قدماً".
عندما سئل السكرتير الصحفي للبنتاغون عن تصريحات أوستن، كرر جون كيربي أن الولايات المتحدة أبلغت الحركة بأنها تريد "المرور الحر عبر نقاط التفتيش هذه للأمريكيين الموثقين"، مضيفاً: "بشكل عام، هذا يحدث".
بايدن يعترف بوجود مخاطر
فيما حذر الرئيس بايدن من أن عملية إجلاء الآلاف عبر مطار كابول تحيط بها مخاطر، لكنه تعهد بإعادة جميع الأمريكيين إلى الوطن، مؤكداً أن الإدارة تتواصل مع طالبان بشكل مستمر.
في مؤتمر صحفي، أكد الرئيس الأمريكي رفضه الانتقادات القائلة إن الإدارة أساءت تقدير السرعة التي ستسيطر بها الحركة على أفغانستان، وأنه كان بطيئاً في بدء إجلاء الأمريكيين والحلفاء الأفغان من الوجود الأمريكي هناك منذ 20 عاماً، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
كما قال بايدن إن الجسر الجوي الذي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية الآن هو الأكبر والأكثر صعوبة من نوعه، مؤكداً أن عملية نقل الأمريكيين عبر مطار كابول تحفها المخاطر.
طالبان "تواصل ضبط النفس"
رد حركة طالبان لم يتأخر كثيراً، إذ قال مسؤول في حركة طالبان اليوم السبت إن مقاتلي الحركة لم يخطفوا أي أجنبي، لكن بعض الأجانب يخضعون للاستجواب قبل السماح لهم بمغادرة أفغانستان.
حسب ما نقلته رويترز، قال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز: "سيواصل مقاتلونا التحلي بضبط النفس". واستبعد وقوع حوادث خطف لأجانب، لكنه أضاف: "نحن نستجوب بعضهم قبل خروجهم من البلاد".
كما قال مسؤول بحركة طالبان لرويترز إن الحركة ستكون مسؤولة عن أفعالها وستحقق في تقارير عن ارتكاب أعضاء بالحركة أعمالاً انتقامية وفظائع.
أضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الحركة تخطط لإعداد نموذج جديد لحكم أفغانستان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
مر أسبوع فقط منذ استكمال الحركة سيطرتها السريعة على البلاد ودخولها في نهاية الأمر كابول الأحد الماضي دون إطلاق رصاصة واحدة.
منذ ذلك الحين، أبلغ مواطنون أفغان وجماعات إغاثة دولية عن أعمال انتقامية قاسية ضد الاحتجاجات واعتقال أولئك الذين شغلوا مناصب حكومية سابقاً أو انتقدوا طالبان أو عملوا مع الأمريكيين.
قال المسؤول: "سمعنا عن ارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين. لو كان (أعضاء) طالبان يفعلون هذه المشاكل المتعلقة بالقانون والنظام فسيتم التحقيق معهم".
أضاف: "يمكننا تفهم حالة الذعر والتوتر والقلق. الناس يعتقدون أننا لن نخضع للمساءلة لكن هذه ليست الحقيقة".