تعرّض الرئيس التونسي قيس سعيّد لموجة من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد استدلاله بآية جديدة لم ترد في القرآن الكريم، خلال كلمة له الجمعة، 20 أغسطس/آب 2021، في العاصمة التونسية.
جاء ذلك في كلمة لسعيّد بثتها صفحة الرئاسة على "فيسبوك"، خلال إشرافه بقصر قرطاج على توقيع اتفاقية لتوزيع مساعدات اجتماعية للعائلات الفقيرة ومحدودة الدخل، التي تضرّرت من تداعيات كورونا.
إذ قال قيس سعيّد: "ليتذكروا قوله سبحانه وتعالى (قل الحق ولو كان على نفسك)". وأضاف سعيّد: "أين هم من الإسلام ومن مقاصد الإسلام؟ كيف يتعرضون لأعراض الناس ويكذبون؟ والكذب بالنسبة لهم من أدوات السياسة".
تصريحات الرئيس التونسي قوبلت باستهجان من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا جهل قيس سعيد بالقرآن الكريم، واختلاق آية غير موجودة من أجل مهاجمة من وصفهم بـ"سياسيين إسلاميين".
قيس سعيّد اتهم أطرافاً لم يسمها بمحاولة اغتياله، وقال: "يفكرون في الاغتيال ويفكرون في الدماء، سأنتقل إن متُّ اليوم أو غداً شهيداً إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين، طريق الحق صعبة شاقة، ولكن الحق هو من أسمائه تعالى"، في إشارة إلى محاولة اغتياله.
كذلك زاد: "اعتادوا العمل تحت جنح الظلام، ودأبوا على الخيانة وتأليب دول أجنبية على رئيس الجمهورية وعلى وطنهم، ولكن تفهّموا في عديد من العواصم أننا لسنا من سفّاكي الدماء على الإطلاق، أو من الذين يفكرون في المتفجرات، أو من الذين يُعدون لزرع القنابل".
بخصوص التدابير الاستثنائية قال قيس سعيّد إن ما قام به ليس التدابيرَ الاستثنائية التي يرغب في اتخاذها، مؤكداً أن تونس "لديها الصواريخ على منصات إطلاقها، وتكفي إشارة واحدة لتضربهم في أعماق الأعماق، ولينتبهوا إلى ما يفعلون"، على حد تعبيره.
يأتي ذلك بينما تعيش تونس أزمة سياسية حادة منذ قرر سعيد، في 25 يوليو/تموز الماضي، تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، ضمن إجراءات استثنائية، ضمن مبرراتها تدهور الاقتصاد والفشل في إدارة أزمة جائحة كورونا.
لكن غالبية الأحزاب، وبينها حركة "النهضة" الأكبر تمثيلاً في البرلمان، رفضت تلك القرارات، واعتبرها البعض "انقلاباً على الدستور"، بينما أيدها البعض الآخر، ورأى فيها "تصحيحاً للمسار".