قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 19 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن إحدى المُفاوضِين الأفغان، إنَّ تأجيل الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان شهراً واحداً فقط كان يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في نتيجة محادثات السلام المستمرة مع قيادة طالبان.
حيث ترى فوزية كوفي، وهي سياسية أفغانية وناشطة في مجال حقوق المرأة، أنَّ الانسحاب الفوضوي قوَّض كل النفوذ الذي كان للولايات المتحدة والحكومة الأفغانية مع طالبان في المحادثات التي استضافتها قطر. وقالت: "أفغانستان ضحية لأخطاء متتالية".
محاولتا اغتيال
من منزلها في العاصمة كابول، قالت فوزية كوفي، التي تعرضت لمحاولتي اغتيال: "كان بإمكان الرئيس بايدن تأجيل ذلك لانتظار الوصول لتسوية سياسية. لمجرد شهر آخر فقط، حتى الحصول على التسوية السياسية أولاً. كان من الممكن أن يتوصلوا إلى اتفاق" مع طالبان. وأضافت أنَّ الرحيل بغتةً عرّض كثيراً من الناس للخطر دون داعٍ.
كوفي أضافت أيضاً: "كلنا نريد أن تغادر القوات الدولية. ليس من المستدام أو المنطقي، من أية وجهة نظر، أن تكون لديك قوة أجنبية تحمي بلدك، لكن اختيار الولايات المتحدة الرحيل الآن، في منتصف المفاوضات وقبل الحصول على تسوية، جاء في غير وقته تماماً".
تابعت: "لو تمسَّك الأمريكيون بنفوذهم السياسي، وضغطوا على طالبان مستخدمين جميع الوسائل ضدهم، أعتقد أنهم كانوا سيصلون إلى تسوية بالتفاوض".
رفع عقوبات السفر
في حين أشارت الناشطة إلى أنَّ رفع عقوبات السفر التي فرضتها الأمم المتحدة، والذي مكّن قيادة طالبان من الوجود في الدوحة لإجراء محادثات، أدير بسوء وسمح للحركة بحشد دعم، وهنا أوضحت: "لقد استخدموا السفر لتعزيز مكانتهم؛ فقد ذهبوا إلى الصين وروسيا وإيران وتركيا؛ لتوطيد دعمهم والتمتع بالمكانة والموقف اللذين يريدونهما".
فيما تابعت: "لهذا السبب أعتقد أنَّ العالم يجب أن يراقب بحذر شديد، الوضع وهو يتكشف؛ لضمان أنهم (طالبان) لا يتمتعون بالحرية الكاملة في تجاهل حقوق الإنسان".
كذلك قالت: "لا أعرف ماذا سيحدث بعد ذلك. تقول طالبان في تصريحات صحفية وتعليقات أخرى إنَّ الأمور مختلفة. لكن طالبان تحتاج إلى اتخاذ خطوات جريئة لتحقيق ذلك على جميع المستويات، لأنَّ القيادة السياسية قد تقول شيئاً، ثم يفعل جنود المشاة أشياء أخرى لا تتماشى مع ذلك".
خيبة أمل للمواطنين
السياسية فوزية كوفي كشفت أن "الناس غاضبون للغاية وخاب أملهم، وكثير منهم لن يثقوا بالولايات المتحدة مرة أخرى، بسبب ما يتعلق بالانسحاب والطريقة التي نُفِذ بها. لكن تذكروا أيضاً أنه في عام 2014، جاء جون كيري إلى كابول وتدخَّل وجعل أشرف غني رئيساً".
في المقابل، خلصت كوفي في حديثها، إلى أنه "من الصعب جداً التنبؤ بالمستقبل؛ هناك حالة هائلة من عدم اليقين. السيناريو الأفضل هو أننا قادرون على تشكيل حكومة شاملة تعكس كل شعب أفغانستان، وإجراء انتخابات تكون النساء وجميع الفئات الاجتماعية الأخرى جزءاً منها. أما السيناريو الأسوأ فهو أن يدير المجتمع الدولي ظهره، وتُفرَض إمارة طالبان الإسلامية على أفغانستان، مما يعيدها إلى البؤس".