كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية متخصصة أن أحد أسباب فشل الجيش الأفغاني في التصدي لحركة طالبان وانهياره أمام زحفها، مرتبط بفرار مجموعة من المتعاقدين الدفاعيين الأمريكيين ومغادرتهم أفغانستان سراً.
موقع "Israel Defense" المتخصص في الأخبار العسكرية أشار في تقريره الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، إلى أن المتعاقدين الدفاعيين الأمريكيين هم الذين تأكدوا من قدرة الطائرات الأفغانية على التحليق، وقدموا قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للقوات الجوية الأفغانية.
رحيل الخبراء العسكريين عن أفغانستان
بحسب الموقع الإسرائيلي، فقد توصل خبراء عسكريون أمريكيون إلى استنتاج مفاده أن المغادرة الجماعية للمتعاقدين الدفاعيين الأمريكيين الذين عملوا مع الجيش في أفغانستان كانت بمثابة إشارة لبداية نهاية الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.
لعب مقاولو الدفاع الأمريكيون أدواراً رئيسية في مساعدة أفغانستان، وتم الاعتماد عليهم في العديد من المجالات مثل الصيانة والتعليمات وجمع المعلومات الاستخبارية والدعم الجوي، كل ذلك من أجل التعامل مع طالبان.
كان هناك آلاف المتعاقدين في البلاد، معظمهم جنود سابقون يعملون في شركات أمنية خاصة نفذت المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش الأفغاني.
بدأ العديد من المقاولين بمغادرة البلاد قبل بضعة أسابيع، في الخفاء تقريباً، والآن يعملون في دول أخرى في المنطقة حيث يوجد هناك وجود عسكري أمريكي.
تسبب بانهيار الجيش الأفغاني
قال ضابط كبير سابق لمراسل مجلة فورين بوليسي إن رحيل المتعاقدين تسبب في انهيار العديد من العناصر في سلاح الجو الأفغاني.
كما أوضح ديفيد سيدني، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لأفغانستان: "لقد بنينا الجيش الأفغاني ليكون جيشاً يعمل بدعم جوي واستخباراتي ويتألف من المتعاقدين".
قال ضباط سابقون بالجيش وهم متعاقدون حالياً إن الجيش الأفغاني كان قادراً على التعامل مع طالبان بنفسه، ولكن ليس في مجالات مثل الدعم الجوي، وبالتالي انهار الجيش بسرعة دون المتعاقدين.
هناك أفغان تعلموا أساسيات صيانة الطائرات، لكنهم لا يعرفون كيفية إصلاح وصيانة طائرات الهليكوبتر بلاك هوك وطائرات الشحن C-130.
فيما أرسل البنتاغون الشهر الماضي إلى أفغانستان 40 طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك وطائرة سوبر توكانو.
بينما سقطت تلك الأصناف في أيدي طالبان، ومن المفترض أن تطلب طالبان من روسيا والصين المساعدة في صيانة الطائرات الأمريكية، وهو الأمر الذي يُقلق واشنطن.
"كنز أمريكي" في يد طالبان
قالت وكالة Reuters الإخبارية الأمريكية إن حركة طالبان حصلت للتو على كنز عسكري ضخم جديد، يضم مركبات همفي عسكرية ومقاتلات حربية وطائرات هليكوبتر ونظارات رؤية ليلية وطائرات مسيَّرة أمريكية الصنع.
يأتي ذلك بعد أن نُشر مقطع فيديو يظهر فيه مسلحون أفغان وهم يتفقدون خطوط الاتصالات الخاصة بالمركبات العسكرية الأمريكية، ويفتحون صناديق احتوت على أسلحة نارية جديدة ومعدات اتصال وحتى طائرات مسيَّرة، وأغلب هذه المعدات كانت الولايات المتحدة منحتها للجيش الأفغاني.
وأشارت الوكالة الإخبارية إلى أن قلق المسؤولين الأمريكيين الآن لا يتعلق فقط بإمكانية استخدام هذه الأسلحة، بل أيضاً من احتمال أن تقع هذه المعدات في أيدي داعش أو أن تُسلَّم إلى الصين أو روسيا.
تضمنت المعدات أكثر من ألفي عربة مدرعة، وما يصل إلى 40 طائرة، وفقاً لوكالة Reuters التي نقلت تلك البيانات عن تقييم استخباراتي. وقال مسؤولون لوكالة Reuters إن إدارة بايدن تدرس شنَّ غارات جوية للتخلص من المعدات الأكبر حجماً.
مع ذلك، تحدث المسؤولون عن خشية أن تؤدي هذه الخطوة إلى استفزاز طالبان في وقتٍ ينصبُّ فيه تركيز الولايات المتحدة على إجلاء رعاياها والمتعاونين معها من أفغانستان دون عوائق. وأضاف المسؤول الأمريكي أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن "كل ما لم يدمَّر من معدات هو ملك لحركة طالبان الآن".
فيما قال النائب الجمهوري مايكل ماكول، أبرز النواب الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، لوكالة Reuters: "لقد رأينا بالفعل مقاتلين من طالبان بحوزتهم أسلحة أمريكية الصنع استولوا عليها من القوات الأفغانية، وهذا يشكِّل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة وحلفائنا".