قال موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، إن تخوفاً ترتفع نسبة حدته في واشنطن تجاه الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وهو ما دفع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لمناقشة هذه التخوفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال زيارته لتل أبيب الأسبوع الماضي.
بحسب الموقع البريطاني، فإن وجود بكين المتنامي في إسرائيل يمثل مصدر قلقٍ للولايات المتحدة على مدار السنوات الأخيرة، حيث تعمل بكين على تطوير عددٍ من مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك المياه والموانئ والنقل، كجزءٍ من مبادرة الحزام والطريق، التي تمتد لأكثر من 70 دولة في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.
مسؤول إسرائيلي أشار من جانبه، إلى أن حواراً مع إدارة بايدن قد بدأ منذ أشهر بشأن الصين، حيث أرادت واشنطن الاستفسار عن مشاركة بكين في مشاريع محددة "مترو تل أبيب".
وقال المسؤول الإسرائيلي: "قلنا للأمريكيين إننا نرحِّب بشركات البنية التحتية الأمريكية للعمل في مشاريع كبيرة، لكنهم لم يتقدَّموا بطلباتٍ للمناقصات".
وتمثِّل هذه التصريحات أعلى مستوى أثارت فيه إدارة بايدن قضية الصين بالنسبة لإسرائيل، وهي القضية التي كانت واضحةً أيضاً في ظلِّ إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
خلال رحلته إلى إسرائيل، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أيضاً مع ديفيد بارنيا، مدير الموساد الإسرائيلي، ووزير الدفاع بيني غانتس.
استثمارات ضخمة
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والصين في عام 1992، زادت الصادرات الإسرائيلية للصين إلى أكثر من 4 مليارات دولار في عام 2019، مع تجاوز الواردات من الصين 10 مليارات دولار في العام نفسه، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
وبين عاميّ 2002 و2020، كانت الغالبية العظمى من الاستثمارات الصينية في إسرائيل (449 من أصل 463 صفقة)، متركِّزة في قطاع التقنية، وفقاً لمعهد دراسات الأمن القومي. وكانت ثماني صفقات في نفس الفترة في قطاع البنية التحتية.
يشير الموقع إلى أنه نتيجةً لضغط الولايات المتحدة المتزايد، أنشأت إسرائيل هيئة رقابية لتنظيم الاستثمار الأجنبي في عام 2019.
وفي العام الماضي 2020، دعا وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو، المسؤولين الإسرائيليين إلى وقف الاستثمارات والشراكات مع الصين في إسرائيل، زاعماً أن ذلك يعرِّض "المواطنين الإسرائيليين للخطر"، ويهدِّد تبادل المعلومات الاستخباراتية والاتصالات والقضايا الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكَّدَت إدارة بايدن أن الصين هي التهديد الرئيسي للأمن القومي وتعمل على تحويل تركيزها نحو بكين وآسيا.
كان للصين تأثير بين حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، وكان هذا أيضاً محل خلاف بين أعضاء الكونغرس الأمريكي. وفي وقتٍ سابق من العام الجاري، دفع مجلس الشيوخ الأمريكي نحو تشريعٍ يستهدف مواجهة حملة بكين، مبادرة الحزام والطريق، بما في ذلك تمدُّد هذه الحملة في الشرق الأوسط.