كشفت تقارير أن الجيش الأمريكي أنفق ملايين الدولارات على زي الجيش الأفغاني الذي كان غير صالح للاستخدام؛ لأنَّ التمويه لم يكن مناسباً لتضاريس البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية الخميس 19 أغسطس/آب 2021.
وفقاً لمكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار)- وهي هيئة رقابة حكومية أمريكية تغطي مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان- أنفقت واشنطن ما يصل إلى 28 مليون دولار لشراء الزي الرسمي الذي لم يستطِع الجيش الأفغاني استخدامه.
بذلات الجيش الأفغاني غير صالحة
حسبما أفاد موقع Bloomberg، يوم الخميس 19 أغسطس/آب، لم يطابق زي الجيش الأفغاني المُموّه طبيعة الأرض في أفغانستان، لكن الأموال أُنفِقَت على البذلات على أية حال.
فيما كان البنتاغون، في تقييم في يونيو/حزيران 2017، قد ألقى باللوم في ذلك على وزير الدفاع الأفغاني لقوله إنَّ بذلات التمويه غير القابلة للاستخدام هي التصميم الأفضل، قائلاً: "إنه أحب الطبعات الشجرية والحضرية والمعتدلة". ولم يتضح متى صدر أمر الشراء، ولا تحت إمرة أي مسؤول أفغاني.
بحسب ما ورد، قال جيم ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، في مراجعة لاحقة، إنه "بدلاً من الاستهانة بهذا التقرير أو تبرير قرارات الإسراف، أتوقع من جميع مؤسسات وزارة الدفاع استخدام هذا الخطأ محفزاً لتسليط الضوء على ممارسات التبذير".
كان هذا الخطأ ضمن عشرات الأخطاء الأخرى التي ارتكبها المسؤولون الأمريكيون خلال المهمة في أفغانستان، والتي بلغت تكلفتها مليار دولار، لكن نهايتها المفاجئة، يوم الأحد 15 أغسطس/آب، كانت أكثر مما توقعه البيت الأبيض عندما استعادت طالبان العاصمة الأفغانية.
خسائر بملايين الدولارات
أدى الإنفاق طوال عقدين من الزمن على ما يسمى "الحرب الأبدية" إلى بناء طريق بطول 101 كيلو متر، بتكلفة 176 مليون دولار، الذي تعرض جزء كبير منه للتدمير بعد اكتماله، وفقاً لسيغار.
في حين أنَّ الكثير من نفقات الولايات المتحدة على الحرب الأفغانية كانت مخصصة للمقاولين والموردين والشركات الأمريكية، فمن المرجح أن يُحقَّق في مستوى الإنفاق والهدر الواضح في أعقاب انسحاب القوات.
كما انتقد العديد من الجمهوريين بالفعل إدارة بايدن لفشلها في الإخلاء من كابول قبل سيطرة طالبان على المدينة، وبسبب ترك معدات عسكرية أمريكية بمليارات الدولارات، التي كشف البنتاغون، يوم الخميس 19 أغسطس/آب، أنها تشمل 2000 مركبة مدرعة و 40 طائرة.
يأتي ذلك على الرغم من ضخِّ الولايات المتحدة أكثر من 83 مليار دولار في صورة أسلحة ومعدات وتدريبات لقوات الأمن في البلاد على مدار العقدين الماضيين.
مليارات ذهبت أدراج الرياح
كان بناء جهاز الأمن الأفغاني أحد الأجزاء الرئيسية في استراتيجية إدارة أوباما، حيث سعت لإيجاد طريقة لتسليم الأمن والمغادرة منذ ما يقرب من عقدٍ من الزمان.
أسفرت هذه الجهود عن جيشٍ على غرار صورة الجيش الأمريكي، وكان من المفترض أن يصمد إلى ما بعد الحرب الأمريكية. لكن من المُرجَّح أن يختفي هذا الجيش تماماً خلال أيام معدودة فقط.
في حين أن مستقبل أفغانستان يبدو "ضبابياً" بشكلٍ أكبر وأكبر، هناك شيءٌ واحدٌ أصبح واضحاً للغاية، وهو أن الولايات المتحدة قد فشلت في محاولتها التي استمرَّت 20 عاماً لإعادة بناء جيش أفغانستان وتحويله إلى قوةٍ قتالية قوية ومستقلة، وهذا الفشل يحدث الآن بينما تنزلق البلاد إلى سيطرة قبضة طالبان.
أصبح واضحاً كيف تفكَّك الجيش الأفغاني لأول مرة، ليس خلال الأسبوع الماضي، بل خلال أشهرٍ من تراكم الخسائر التي بدأت حتى قبل إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها بحلول 11 سبتمبر/أيلول.