قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، إن استطلاع رأي جديداً كشف أن ثلثي الأمريكيين لا يعتقدون أن الحرب التي استمرت 20 عاماً في أفغانستان كانت تستحق خوضها.
كما وجد الاستطلاع أن نحو 47% من المصوتين يؤيدون قرارات الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بالشؤون الدولية، فيما أيَّد نحو 52% من المصوتين تعامل بايدن فيما يتعلق بالأمن القومي.
وأجرى الاستطلاع وكالة The Associated Press الإخبارية بالشراكة مع مركز "نورك" NORC لأبحاث الشؤون العامة في الفترة ما بين 12 أغسطس/آب إلى 16 أغسطس/آب، بالتزامن مع وصول حركة طالبان إلى السلطة في البلاد وتسريع الولايات المتحدة من إجراءات رحيلها عن العاصمة الأفغانية كابول.
في وقت دافع فيه بايدن عن تصرفات الولايات المتحدة في مواجهة ما سماه المشاهد الفوضوية على الأرض في كابول، حيث تنهي الولايات المتحدة عقدين من وجودها العسكري في أفغانستان.
أحد المشاركين في التصويت يُدعى مارك سوهل، ويبلغ من العمر 62 عاماً، وهو مؤيد للحزب الديمقراطي من ولاية كانساس، أبدى موافقته على قرار الرئيس الأمريكي بالمضي قدماً في الرحيل عن أفغانستان، وقال سوهل: "لم يكن الأمر يستحق خسارة المزيد من الأرواح الأمريكية في مواجهة الفوضى. بعد 20 عاماً هناك، عليك أن تنأى بنفسك بلا تهاون".
مع ذلك، قال مؤيدون آخرون للرئيس الأمريكي لوكالة AP إن مشاعرهم مختلطة بشأن خروج الولايات المتحدة من هناك، يقول سيباستيان جارسيا، وهو أحد ناخبي بايدن ويبلغ من العمر 23 عاماً من مدينة لوبوك بولاية تكساس: "لا أعتقد أنه كان ينبغي لنا أن نذهب إلى هناك في الأصل".
علاوة على ذلك، كشف الاستطلاع أن ثلثي المصوتين يذهبون أيضاً إلى أن حرب العراق كانت خطأً، إذ قال 4 من كل 10 مصوتين جمهوريين إن الأمر كان يستحق خوض الحرب من أجله، فيما أيَّد 3 فقط من كل 10 مصوتين ديمقراطيين هذا الرأي.
وقالت سيدة تُدعى ديبورا فولكرسون من ولاية كولورادو، للمؤسسة الإخبارية الأمريكية، إن الولايات المتحدة كان ينبغي لها البقاء في أفغانستان، وأضافت السيدة التي تبلغ من العمر 62 عاماً: "أشعر أن وجودنا هناك كان يجعل الأمور أكثر توازناً وأماناً لهؤلاء الأشخاص ولنا".
من جهة أخرى، قال نحو نصف من شملهم الاستطلاع إنهم في غاية القلق أو قلقون إلى حد بعيد بشأن التهديد الذي تشكِّله المنظمات الأجنبية المتطرفة على الولايات المتحدة.
لكن ثلثي من شملهم الاستطلاع قالوا إنهم في حقيقة الأمر يعتبرون أن التهديدات الداخلية [مثل: مجموعات اليمين المتطرف ودعاة التمييز العنصري] هي المصدر الرئيسي لتهديد الأمن القومي الأمريكي.
والأحد، سيطرت "طالبان" على العاصمة كابول، ما دفع الرئيس الأفغاني أشرف غني للجوء إلى الإمارات. ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت "طالبان" توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري، وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان كلها تقريباً، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.