قضت محكمة في إسبانيا، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، بتعليق قرار ترحيل مجموعة من المهاجرين القُصر غير المصحوبين بذويهم إلى المغرب بعد عبورهم مع آلاف المهاجرين الآخرين قبل ثلاثة أشهر إلى جيب سبتة المحتلة.
هؤلاء الأطفال كانوا من بين نحو 10 آلاف مهاجر عبروا الحدود البرية إلى سبتة على مدى عدة أيام في مايو/أيار على مرأى من حرس الحدود المغربيين الذين لم يحركوا ساكناً.
حُكم يعرقل الخطة الإسبانية
كانت منظمتان حقوقيتان قد اتخذتا إجراءات قانونية نيابة عن المهاجرين القُصر بعد أن بدأت إسبانيا، الجمعة، بإعادة نحو 800 طفل غير مصحوب إلى المغرب على شكل مجموعات يضم كل منها 15 طفلاً.
حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين، فإن هذا الحكم يجعل من الصعب على إسبانيا المضي قدماً في خطتها لإعادة القاصرين الـ800.
إذ طلب الناشطون الحقوقيون من محكمة في سبتة وقف ترحيل 12 قاصراً لجؤوا إليهم لمساعدتهم في البقاء على الأراضي الإسبانية.
قالت باتريسيا فرنانديز فيشنز، المحامية لدى إحدى المنظمتين الحقوقيتين، إن الأطفال المهاجرين يجري ترحيلهم إلى الرباط بدون أن يتمكنوا من الاتصال بمحام أو أن يحظوا بفرصة للمثول أمام المحكمة.
مدريد تدافع عن قرارها
وافقت المحكمة في سبتة على النظر في القضية، وقالت إن "القرار الوحيد الممكن" هو الأمر بتعليق ترحيل القاصرين الـ12 ريثما يتم النظر في دفوعاتهم.
في حين قد يُعقد ذلك تحركات إسبانيا لترحيل القاصرين الآخرين، إلا أن ثلاثة من الأطفال المهاجرين الذين دافع النشطاء عنهم قد رحّلوا إلى الرباط.
بينما دافع وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي-مارلاسكا، عن إعادة الأطفال غير المصحوبين إلى المغرب قائلاً إنه ليس بينهم من هو "معرض للخطر". وقال لمحطة كادينا سير الإذاعية: "مصلحة الأطفال مضمونة".
فيما أعيد معظم المهاجرين إلى المغرب بعد وقت قصير من وصولهم في مايو/أيار، لكن في نهاية يوليو/تموز بقي نحو 2,500 شخص في سبتة، بحسب السلطات هناك.
المغرب يريد تسوية الملف
قبل ذلك، أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس، في بيان رسمي صدر في يونيو/حزيران الماضي في الرباط، أنه يريد "تسوية نهائية" لقضية القاصرين الموجودين في وضع غير قانوني في أوروبا.
جاء في بيان مشترك لوزارتي الداخلية والخارجية أن "المغرب مستعد للتعاون، كما فعل دائماً، مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي من أجل تسوية هذه المسألة".
يأتي إعلان هذا الموقف فيما تبذل إسبانيا جهوداً كبيرة للتعامل مع تدفق القاصرين إلى جيب سبتة الإسباني بعد موجة الهجرة التي أثارها تخفيف الضوابط الحدودية من الجانب المغربي، رداً على قرار مدريد استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج.
في الفترة الممتدة من 17 إلى 20 أيار/مايو، دخل حوالي 10 آلاف شخص، معظمهم من الشباب المغربي المستعدين للمخاطرة بحياتهم على أمل مستقبل أفضل، إلى سبتة بدون عوائق، بمن فيهم 1500 قاصر، وفقاً للسلطات الإسبانية، و2000 بحسب منظمة العفو الدولية.
أُعيد معظم المهاجرين الذين عبروا إلى سبتة على الفور إلى الرباط، لكن ظل المئات من القُصر غير المصحوبين بذويهم.
فيما كرر البيان المغربي "التزام المملكة الواضح والحازم بقبول عودة القاصرين غير المصحوبين الذين تم تحديد هويتهم على النحو الواجب"، عازياً "بطء" العملية إلى "عوائق بسبب الإجراءات المعقدة في بعض البلدان الأوروبية".